بوخبزة يكشف خبايا استهداف البرلمان الأوربي للمغرب والدول التي تقف وراءه

ملفات خاصة - 20-01-2023

بوخبزة يكشف خبايا استهداف البرلمان الأوربي للمغرب والدول التي تقف وراءه

اقتصادكم

اعتبر الأكاديمي والمحلل السياسي محمد العمراني بوخبزة، أن قرار البرلمان الأوربي المعادي للمغرب، محاولة للتشويش على الرغبة القوية لدى الاتحاد الأوربي في تطوير العلاقة والشراكة مع المغرب، مؤكدا أن هذا العمل يمثل استهدافا منظما تقف وراءه دول يزعجها المغرب الجديد.

وأفاد بوخبزة في حديث مع "اقتصادكم" حول الاسباب التي تقف وراء استهداف المغرب من قبل البرلمان الأوربي، بأن الجانب المغربي كان على علم مسبق بهذه التحركات التي سبق لوزير الخارجية ناصر بوريطة، أن نبه إليها خلال لقاءه بمسؤول الاتحاد الأوربي بوريل في الرباط.

وأوضح بوخبزة بأن القرار يدخل في سياق "أجندة تتحرك حولها الكثير من الدول التي تشتغل على هذا الموضوع"، مبرزا أن هذه التحركات تعبر عن "الانزعاج الكبير المرتبط بالمواقف الأخيرة للمغرب، الذي أصبح يتموقع ويبحث له عن مكان بين الكبار". 

وأضاف أستاذ العلاقات الدولية بجامعة عبد المالك السعدي، بأن تموقع المغرب الجديد "أزعج كثيرا بعض الدول الأوربية التي تعتبر أن المغرب ينافسها في مناطق النفوذ التقليدية بإفريقيا، كفرنسا على سبيل المثال".

وزاد مبينا أن فرنسا منخرطة في الهجوم الذي يتعرض له المغرب، حيث قال: "الموقف ظاهر للعيان، خاصة أن برلمانيي حزب الرئيس الفرنسي صوتوا بالإجماع على هذا القرار، ولا يمكن لأعضاء حزب الرئيس ألا يأخذوا بعين الاعتبار موقف رئيسهم وأي موقف سيكون بإذنه".

وتابع بوخبزة مبينا أن هذا المؤشر يبن أن "فرنسا أصبحت غير راضية عن الاختراقات التي يحققها المغرب في القارة الإفريقية، وأصبح هذا الاختراق يزعج بعض مكونات الطبقة السياسية في فرنسا"، إذ "لاحظنا تصريحات من هذا القبيل في أكثر من مناسبة لمسؤولين سابقين أو حاليين، أو قادة لأحزاب داخل فرنسا التي ترى بأن المغرب أصبح منافسا في الوقت الذي كان دائما برأيتها تحت مظلة فرنسا". 

وأكد بوخبزة أن مواقف الكثير من الدول الإفريقية الصارمة تجاه فرنسا والتي لم تعد تقبل بالتدخل الذي كانت تقوم به داخل القارة "وضع يحرج فرنسا كثيرا كما يحرج الطبقة السياسية الفرنسية".

وعاد بوخبزة وأكد أن فرنسا ليست البلد الوحيد الذي يقف وراء الهجوم على المغرب، مشددا على أن تقرير البرلمان الأوربي "عمل مخطط له ومدبر وهجوم غير مسبوق، لأن المغرب أصابهم في مقتل في المصالح التي يرغبون في الحفاظ عليها في القارة الإفريقية بالنسبة لفرنسا ودول أخرى".

ولم يستبعد الخبير والمحلل السياسي أن تكون للجزائر يد في الموضوع، حيث أشار إلى أن المسألة مرتبطة أيضا بالغاز الجزائري، مبرزا أن هناك "أزمة طاقة قوية تمر منها أوربا بحكم الحرب الروسية الأوكرانية، والكل أصبح خاضعا لابتزاز الجزائر بحكم الحاجة الكبيرة للطاقة"، فيإشارة إلى أن الجزائر تقف وراء تحريك نواب أوربيين ودفعهم لاستهداف المغرب.

وحول السياق الذي يأتي فيه الهجوم، رأى بوخبزة بأنه مرتبط بحدوث تحولات كبرى على مستوى مواقف الدول النافدة داخل الاتحاد الأوربي كألمانيا وهولندا وإسبانيا بلجيكا والتي غيرت مواقها بشكل إيجابي تجاه مصالح المغرب وقضية وحدته الترابية، مشددا على أن موقف البرلمان الأوربي معاكل لرغبة الأجهزة التنفيذية للاتحاد الأوربي التي تبذل "مجهودات كبيرة لتطوير العلاقة مع المغرب، والتي اثمر تطورا مضطردا ومتسارعا منذ 2008". 

وأشار بوخبزة إلى أن الهدف من وراء استهداف المغرب هو "خلق نوع من اللبس والتشويش على هذه العلاقة التي تتطور بشكل مطرد، وخلق زوبعة لتحويل الأنظار إلى هذا الموضوع عوض مواصلة النبش فيما يقع داخل البرلمان الأوربي الذي عرف هزة قوية في المرحلة الأخيرة التي عرفت اعتقال بعض البرلمانيين في إطار الحملة المرتبطة بقطر غييت التي تبين أن مؤسسة البرلمان الأوربي تعيش أزمة حقيقية".