خبير لـ’’ اقتصادكم’’: السويفت سلاح فتاك ضد روسيا لكن شظاياه قد تصيب دولا أخرى

ملفات خاصة - 01-03-2022

خبير لـ’’ اقتصادكم’’: السويفت سلاح فتاك ضد روسيا لكن شظاياه قد تصيب دولا أخرى

اقتصادكم - نورالدين البيار 

تدخل الحرب الروسية الأوكرانية منعطفا جديدا في يومها السادس، ويواصل الغرب تحركاته على أكثر من صعيد لكبح التوغل الروسي في أوكرانيا.

 الدول الغربية تبنت حزمة جديدة من العقوبات الاقتصادية ضد روسيا لعل أشدها قسوة، وفق الخبراء، حجب عدد من البنوك الروسية عن نظام "سويفت" المصرفي الدولي. الأمر الذي سيزيد من عزلة روسيا وقد تؤدي إلى شل تجارتها مع معظم دول العالم.

في هذا التقرير يتحدث الخبير المالي هدي غريب، لـ’’ اقتصادكم’’ عن نظام السويفت والخطوة الغربية تجاه روسيا، التي وصفها بعض الخبراء بالقنبلة النووية، وتأثيراتها الممكنة على روسيا، وكيف يمكن أن تصل شظاياها إلى الاقتصاد الوطني.

ماهو السويفت، وكيف يعمل؟

السويفت هو بمثابة منصة عالمية تعتبر واحدة من أكبر شبكات الرسائل المصرفية تقوم بعدة وظائف، منها نقل أوامر الدفع، وأوامر تحويل الاموال من عملاء البنوك، وأوامر بيع وشراء الأوراق المالية.

تأسست مؤسسة سويفت سنة 1973 على شكل تعاونية بنكية دولية محايدة وأخذت لها مقرا ببروكسيل.

وبحسب هدي غريب، يعتمد نظام سويفت على رمز Bic وهو رمز دولي فريد، يتكون من 8 الى 11 حرفا يتم بموجبه تحديد هوية البنك ابتداء من اسمها التجاري، بلد النشأة وموقعه والفرع او الوكالة التي يتم من خلالها معالجة العملية البنكية او المصرفية، كل ذلك بفضل الرسائل الموحدة التي تتيح الاتصال السريع والسري بين المؤسسات المالية والمصرفية العالمية وبتكلفة ضئيلة وبحسب موقعها الرسمي تؤكد المنصة انها تقدم خدماتها لأكثر من 11 ألف من البنوك والمؤسسات المالية والعملاء وبأكثر من مئتي بلد عبر العالم.

ارتباط روسيا بالتجارة العالمية يجعلها عرضة للضرر الاقتصادي  

بحسب الموقع الرسمي للجمعية الوطنية الروسية لسويفت، تعتبر روسيا الدولة الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية من حيث عدد البنوك والمؤسسات المالية الأعضاء بنظام سويفت بحوالي 300 مؤسسة، أي بأكثر من نصف إجمالي المصارف الروسية.

 
ويرى المحلل المالي، والخبير الاقتصادي، هدي غريب أن ارتباط روسيا بالأسواق العالمية، مؤشر قوي على مدى ارتباطها بنظام السويفت والتجارة تمثل 46 في المئة من ناتجها الخام.

وعن حجم الميزان التجاري الروسي، فإن المعدل السنوي لإجمالي وارداتها وصادراتها في الخمس السنوات الأخيرة يتجاوز 740 مليار دولار امريكي، بحسب المنظمة العالمية للتجارة، فروسيا تستورد أكثر من 45 في المئة من حاجياتها من المنتوجات الغذائية، كما أنها تستورد حوالي 30 في المئة من اللحوم و20 في المئة من الحليب و70 في المئة من الفواكه. 

ويمثل الغاز والنفط أكثر من 50 في المئة من صادراتها وتعتبر الصين الشريك التجاري الأقوى على الاطلاق لروسيا اذ تشكل 24 المئة على مستوى وارداتها، المانيا 10 بالمئة والولايات المتحدة 5.7 في المئة وبلاروسيا 5.4 في المئة.

وبالنسبة للصادرات تمثل السوق الصينية 15 في المئة، تليها هولندا 7.4 بالمئة، المملكة المتحدة، 6.9 بالمئة المانيا 5.5 في المئة.

جل هذه الأرقام تكشف بوضوح أن، تأثير حجب بعض المؤسسات البنكية المصرفية عن نظام السويفت يشكل تهديدا حقيقيا لاقتصاد روسيا، يقول هدي غريب.

السويفت سلاح ذو حدين 

ويعتبر الخبير المالي والاقتصادي، أن هذا السلاح المالي، قد يكون ذا حدين للشركاء الاقتصاديين لروسيا خاصة الغربيين منهم، لأنها تتوفر على منصات وبنيات تحتية مالية مستقلة، سواء على مستوى الأداءات ببطائق مير،( شبيهة بفيزا وماستر كارت )، أو التحويلات على مستوى نظام ’’ سي اي بي س’’ CIPS  الصيني الذي يضم فقط 75 بنكا،و1205 بنكا بشكل غير مباشر،  اونظام المدفوعات الروسي (SPFS )  .

لكن خبراء قللوا من أهمية هذه البدائل لاحتياجها هي الأخرى، للسويفت الذي يضم ازيد من 11 ألف بنك حول العالم.

ويشير المتحدث إلى أن هذا السلاح، قد يدفع روسيا الى تطوير منصة منافسة لسويفت خصوصا، وأن المساندة الصينية في هذا الاتجاه واردة وبشكل كبير خاصة وهي شريك كبير لروسيا والمنافس للولايات المتحدة الأمريكية تجاريا.

هل تصل شظايا سلاح السويفت للمغرب؟

أما بخصوص المغرب، فيرى الخبير المالي هدي غريب في حديثه مع اقتصادكم أن التأثيرات الاقتصادية السلبية، ستكون حاضرة بعد إقصاء روسيا من سويفت، لأن التبادلات التجارية بين البلدين تلامس 14 مليار درهم، منها 90 في المئة واردات، تهم الغاز والنفط والمحروقات، أو تلك المتعلقة بالحرب الروسية على أوكرانيا عموما، لأن هذه الأخيرة تمثل مصدرا تنافسيا للحبوب في ظل ندرة القمح بسبب الجفاف الذي يخيم على السنة الفلاحية هذا العام.