الملايير فقط من مرحبا.. ما ستربحه إسبانيا من إعادة الربط البحري مع المغرب

ملفات خاصة - 08-04-2022

الملايير فقط من مرحبا.. ما ستربحه إسبانيا من إعادة الربط البحري مع المغرب

اقتصادكم 

تُشكل المباحثات الرسمية المعمقة التي أجراها الملك محمد السادس أمس مع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، منعطفا مهما في العلاقات الثنائية بين المغرب وإسبانيا.

وجاء في البيان المشترك الذي تم اعتماده في ختام هذه المباحثات، أن إسبانيا " تعترف بأهمية قضية الصحراء بالنسبة للمغرب، وبالجهود الجادة وذات المصداقية للمغرب في إطار الأمم المتحدة لإيجاد حل متوافق بشأنه".
  
وعلى هذا الأساس، تتضمن خارطة الطريق الدائمة والطموحة التي يعتزم البلدان وضعها هذا الموقف الإسباني.

وعلاوة على الجانب السياسي، والموقف الإسباني الذي تنبني عليه خارطة الطريق، والمتمثل في اعتبار إسبانيا مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب سنة 2007 هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحل هذا النزاع’’، فإن هناك جوانب أخرى تشكل حجر الزاوية في استئناف العلاقات بين البلدين، ولبنته الأساسية هي الاقتصاد، الذي يعد من أبرز الدوافع التي حركت مدريد لتغيير موقفها.

البيان الختامي تضمن 3 نقاط مهمة وهي:

-الاستئناف الكامل للحركة العادية للأفراد والبضائع بشكل منظم، بما فيها الترتيبات المناسبة للمراقبة الجمركية وللأشخاص على المستوى البري والبحري.
 
- إعادة الربط البحري للمسافرين بين البلدين، حالا وبشكل متدرج إلى حين فتح مجموع الرحلات.
 
- إطلاق الاستعدادات لعملية مرحبا.

وعملية مرحبا وحدها، كانت تشكل مصدر دخل هام للاقتصاد الإسباني، قبل أن يقوم المغرب بإلغائها في 2020 بسبب كورونا، وفي 2021 بسبب تداعيات الأزمة التي اندلعت بسبب دخول زعيم البوليساريو بطريقة مريبة إلى التراب الإسباني.

في هذا التقرير تضع اقتصادكم العملية في ميزان الربح والخسارة بالنسبة لمدريد، وكيف ستربح الجارة  الشمالية من استئناف الربط البحري مع المغرب.

قدرت الصحف الإسبانية بداية في يونيو الماضي، خسائر الجمارك الإسبانية وحدها، من إلغاء المغرب لعملية مرحبا ب 500 مليون يورو وهي المبالغ التي استفادت منها موانئ جنوب فرنسا وإيطاليا.

وبالعودة إلى أرقام 2019، السنة المرجعية قبل كوفيد19، فإن أكثر من 3 ملايين ونصف مسافر عبروا بين إسبانيا والمغرب خلال شهور العملية الثلاث، إضافة إلى نحو 800 ألف سيارة.

ولم تتوقف الصحف الإسبانية عند هذا الحد بل إن إسبانيا وأقاليمها الجنوبية بوجه خاص، سوف تربح ما خسرته في العامين المنصرمين، من استئناف الربط البحري أكثر من 1.5 مليار يورو،) حوالي 15 مليار درهم (في 3 أشهر وهي فترة الذروة بالنسبة لعملية مرحبا التي تبدأ من 15 يونيو وتنتهي في 15 شتنبر من كل عام.

تقارير إسبانية كانت قد سلطت الضوء على الأهمية الكبيرة التي تحظى بها هذه العملية للعديد من الأقاليم الإسبانية، ومن أبرزها إقليم قادس الذي يعاني من نسبة بطالة مرتفعة نسبيا بسبب كوفيد19.

إضافة إلى قادس تستفيد من عملية العبور أقاليم وموانئ إسبانية أخرى أهمها موتريل) قدرت مصادر إعلامية إسبانية خسارته لـ 20 مليون يورو العام الماضي (ومالقا والجزيرة الخضراء وطريفة وألميريا، إضافة إلى مينائي سبتة ومليلية المحتلتين.

كل باخرة مغربية ترسو في ميناء إسباني تجلب معها الالاف من اليوروهات للشركات الإسبانية العاملة في قطاع التجارة والخدمات بوجه خاص.

وتجدر الإشارة إلى أن عملية مرحبا، هي عملية سنوية تشمل الموانئ الإسبانية السالفة الذكر، إلى جانب مينائي طنجة المتوسط والناظور من الجانب المغربي.

وتكمن أهمية العملية للاقتصاد الإسباني، في الأعداد الكبيرة من المسافرين، غالبيتهم من الجالية، الذين يعبرون هذه الموانئ في وقت محدود، خاصة في أيام الذروة الصيفية حيث ينتعش القطاع الثالث.