اقتصادكم

تستمر جهة الدار البيضاء-سطات في تحولها وإعادة ابتكار نفسها. خلال السنة التي مرت، تم إطلاق العديد من مشاريع التنمية، وتأخذ الكثير منها شكلاً ملموسًا. تعيش هذه الجهة، الصلبة المحورية في المملكة، على وتيرة تغيير مستمرة مع سلسلة من المشاريع الطموحة، والتي تعد بتغيير صورة الدار البيضاء-سطات وإعطائها طاقة جديدة.

المشاريع الضخمة، التي تتنوع بين تحسين البنية التحتية وتعزيز دعائم التنمية المستدامة، تتحقق بشكل يهدف إلى استغلال كامل إمكانيات التنمية المتاحة في الجهة إن هذا الدينامية التقدمية تعزز دور الدار البيضاء-سطات كمحور رائد على الصعيدين الوطني والقاري.

وليس فقط ذلك، بل تواكب المنطقة المستقبل الكبير الذي يتجه نحو الأحداث الكبرى على الساحة العالمية. فسيتم بناء الملعب الكبير للدار البيضاء في بن سليمان، الذي سيستضيف مباريات كأس العالم 2030.

بطاقة استيعابية تصل إلى 115،000 مقعدًا وتكلفة استثمارية تقدر بحوالي 5 ملايير درهم على مدى الفترة من 2025 إلى 2028، سيكون هذا الملعب من بين أرقى الملاعب في العالم. يأتي هذا المشروع لتعزيز البنية التحتية الرياضية في المملكة، بهدف استضافة البطولات الرياضية الكبيرة على الصعيدين الوطني والدولي، وبالتالي تجهيز منطقة الدار البيضاء-سطات بمكان جاذب ومساهمة كبيرة في تطويرها.

وبالإضافة إلى ذلك، هناك تطوير وتحديث لمجمع محمد الخامس في الدار البيضاء وفقًا لمعايير الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بحلول 2025، وكذلك معايير "فيفا" بحلول 2028.

بعيدًا عن إقليم بن سليمان والرياضة، يبرز مشروع هيكلي آخر في الواجهة. إنها منصة مخصصة لتسويق المنتجات الفلاحية والغذائية، الأولى من نوعها في المملكة، والتي ستُقام في حد السوالم.

بتكلفة تقدر بنحو 1.5 مليار درهم، يتضمن هذا المشروع العملاق تجميع الأسواق الأربعة الحالية للجملة خارج مدينة الدار البيضاء، أي أسواق الفواكه والخضروات في حي مولاي رشيد، وسوق الأسماك في الحرويين، والبيض في الجيروند، والدواجن في حي محمدي.

تشمل القائمة أيضًا مشروع محطة تحلية مياه البحر، وهي الأكبر على مستوى القارة الأفريقية، والتي تندرج في إطار البرنامج الوطني لتوفير المياه الصالحة للشرب والري للفترة من 2020 إلى 2027.

وبطاقة علاج تبلغ 200 مليون متر مكعب سنوياً في المرحلة الأولى، تهدف هذه المحطة إلى تعزيز إمدادات المياه الصالحة للشرب في منطقة الدار البيضاء-سطات وفي نفس الوقت توفير مياه للري من مصادر مائية غير تقليدية.

ومن بين المشاريع ذات الطابع البيئي، تأتي أيضًا وحدة فرز وتسليك النفايات المنزلية في الدار البيضاء، وهي الأكبر في المغرب. بتكلفة استثمارية إجمالية تقدر بحوالي 3.15 ملايير درهم، ويهدف هذا المشروع بشكل رئيسي إلى تحديث وتطوير أنظمة معالجة النفايات المنزلية والمماثلة، وجعلها أكثر فعالية من الناحية البيئية والاجتماعية.

ولا يقف القطاع السياحي على هامش هذا الاتجاه. يهدف مشروع "ميفا قصر المؤتمرات"، في طور الانجاز، إلى تسريع تطوير الدار البيضاء كمركز دولي وتعزيز السياحة المؤتمرية والمعارض.

وبتكلفة إجمالية تقدر بحوالي 1.5 مليار درهم، سيحتوي قصر المؤتمرات على عدة قاعات مؤتمرات ومركز كبير للمعارض وفندق في موقع يتوقع أن يكون بين مدينة الدار البيضاء ومطار محمد الخامس. في انتظار تحقيق هذا المشروع الواعد، وسيخضع معرض الدار البيضاء الدولي لتجديد، مما سيتيح للمدينة استضافة فعاليات دولية.

وستعزز مشاريع أخرى قيد التنفيذ تحول منطقة الدار البيضاء-سطات، مع التركيز بشكل خاص على تطوير خدمة السكة الحديدية في المدينة والمنطقة، مع تصميم خط سريع ثاني في الوقت الحالي، وتطوير خدمة السكك الحديدية الحضرية في الدار البيضاء الكبرى، بالإضافة إلى خطوط "الترامواي" التي ستصل إلى 100 كيلومتر في 2024.