الزيادة "الجريئة" في سعر الفائدة الرئيسي.. الأسباب والدوافع

التحليل والرأي - 28-09-2022

الزيادة "الجريئة" في سعر الفائدة الرئيسي.. الأسباب والدوافع

اقتصادكم


بعد أزيد من سنتين من الاستقرار، قرر بنك المغرب، خلال الاجتماع الثالث لمجلسه في السنة الجارية، رفع سعر الفائدة الرئيسي إلى 2 %، بغية كبح ارتفاع التضخم الذي يخيم شبحه على القدرة الشرائية، وعلى الاقتصاد الوطني بشكل عام.

الزيادة الجريئة في هذا المعدل بـ50 نقطة أساس، ليست مجرد قرار تم اتخاذه للمسارعة إلى تخفيف الضغوط التضخمية الراهنة، بل ينتظر أن يكون لها تأثير كبير على تطور التضخم في سنة 2023.

كما أنها تهدف إلى تفادي عدم تثبيت توقعات التضخم وضمان شروط العودة السريعة إلى مستويات تنسجم مع هدف استقرار الأسعار.

ذلك ما أكده البنك المركزي، الذي تشير توقعاته إلى تسارع التضخم بنسبة 6.3 % في مجمل السنة الجارية، قبل أن تعود إلى 2.4 % في 2023.

تضخم تغذيه ضغوط خارجية

وهكذا، أكد عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، خلال ندوة صحيفة في أعقاب اجتماع المجلس، أن هذا التضخم مازالت تغذيه ضغوط خارجية، وداخلية أيضا.

وأشار، في هذا السياق، إلى أن المعطيات الأخيرة المتوفرة تظهر انتشارا واسعا نحو أسعار المواد غير القابلة للتداول.

وأوضح الجواهري أن "انتشار الارتفاع يتسع. فمن بين 116 صنفا من المنتجات والخدمات التي تشكل السلة المرجعية للرقم الاستدلالي للأسعار عند الاستهلاك، عرفت 60.3 % منها ارتفاعا يفوق 2 % في شهر غشت مقابل 42.2 % في يناير من السنة الجارية، و23 % في المتوسط بين 2018 و2019".

ينضاف إلى ذلك استمرار الأسعار المرتفعة للمواد الأولية الغذائية والطاقية. وبالفعل، فإن المعطيات المتعلقة بالشهور الثمانية الأولى من السنة تشير إلى أن التضخم ارتفع إلى 8 % في غشت بعد 7.7 % في يوليوز و6.3 % كمتوسط خلال الفصل الثاني و4 % خلال الفصل الأول، مدفوعا بالأساس بارتفاع أسعار المواد الغذائية والمحروقات وزيوت التشحيم.

ماذا عن توقعات التضخم؟

في ما يتعلق بالتوقعات، أظهر التقرير الأخير للسياسة النقدية أن نتائج بحث الظرفية لبنك المغرب في القطاع الصناعي، المتعلقة بشهر يوليوز الماضي، تشير إلى أن 49 % من الصناعات الخاضعة للبحث تتوقع ارتفاعا للتضخم خلال الشهور الثلاثة المقبلة، مقابل 60 % كمتوسط خلال الفصل الثاني.

وتتوقع نسبة 49 % منها ركودا، بينما تراهن 2 % على الانخفاض، أي برصيد آراء قدره 47 %.

وأشار التقرير المذكور أيضاK إلى أن نتائج البحث حول توقعات التضخم لبنك المغرب المتعلقة بالفصل الثالث من سنة 2022 تظهر أن الخبراء الماليين يتوقعون تسارع التضخم إلى 3.8 % في المتوسط خلال الفصول الثمانية المقبلة، مقابل 3.6 % المتوقعة قبل فصل واحد.

وعلى مدى أطول، يتوقع هؤلاء الخبراء تضخما بنسبة 2.2 % خلال الفصول الـ12 المقبلة، بدلا من 2.3 % خلال الفصل الماضي.

ووفقا للمصدر ذاته، اعتبر المستجوبون أن تطور التضخم خلال الفصول الثمانية المقبلة ستحدده أساسا الأسعار العالمية للمواد الأولية باستثناء النفط، وأسعار الوقود في المحطات والتضخم في البلدان الشريكة.