حرب غزة.. كيف تحتل إسرائيل الأراضي الفلسطينية

التحليل والرأي - 16-10-2023

حرب غزة.. كيف تحتل إسرائيل الأراضي الفلسطينية

اقتصادكم - عبد الحق نجيب، كاتب وصحفي

 

لفهم جذور الصراع المسلح في فلسطين المحتلة، يجب أن ندرس عن كثب البيانات حول واقع المستوطنات الإسرائيلية التي تسيطر تدريجيًا على الأراضي، التي كانت في السابق مأوى للفلسطينيين.

لا تقتصر هذه الواقعة على الأراضي المحتلة، والاستيلاء على ممتلكات الفلسطينيين، وتملك مناطق بأكملها بدعم كبير من الجهات الإسرائيلية والأجنبية، بما في ذلك الفرنسيين، لبناء مستوطنات جديدة توسع يومًا بعد يوم شعاع الأراضي المحتلة، وتجبر السكان على مغادرة منازلهم واللجوء إلى مناطق أخرى، مثل لبنان والأردن وحتى مصر وسوريا. تحليل.

الأرقام واضحة: هناك أكثر من 475,000 إسرائيلي يعيشون في المستوطنات في الضفة الغربية، وهي أراض فلسطينية تم احتلالها منذ 1967، حيث يعيش 2.9 ملايين فلسطيني. وهناك أيضًا 230,000 في القدس الشرقية، وهي منطقة فلسطينية احتلت في 1967 وضمتها إسرائيل فيما بعد، حيث يعيش أكثر من 360,000 فلسطيني.

في 2022، سجلت منظمة B’Tselem الإسرائيلية أكثر من 280 مستوطنة وتجمعًا إسرائيليًا. تعتبر هذه المستوطنات جميعها غير قانونية (باستثناء القدس الشرقية من الإحصاءات)، إذ تم التعرف رسميًا على 138 منها من قبل الحكومة الإسرائيلية.

في مارس 2022، وفقًا للأمم المتحدة، تجاوز عدد المستوطنين الإسرائيليين 710,000 (بما في ذلك القدس الشرقية). وفي هذا السياق، ارتفع معدل نمو سكان المستوطنات بنسبة 42% مقارنة مع 2010، وزاد بنسبة 222% بين 2000 و2021.

في 2022 وخلال سنة 2021، وفقًا للجهاز المركزي الفلسطيني للإحصاء، هناك 483 موقع محتل، بما في ذلك 151 مستوطنة بالضبط و163 تجمعًا و25 تجمعًا معترفًا بها كمستوطنات و144 بنية أخرى، مثل قواعد عسكرية على سبيل المثال.

وبالنسبة للوكالة، تلك الأرقام تتناسب مع إحصاءاتهم وفقًا لمصادر وتعاريف وتصنيفات قد تختلف. ومع ذلك، هذه البيانات تظهر بوضوح واقع الاحتلال والاستيطان غير القانونيين بموجب القانون الدولي.

في هذا السياق، يجب معرفة أن قطاع غزة كان يحتضن المستوطنات حتى 2005، العام الذي قررت فيه الحكومة الإسرائيلية بشكل منفرد نزعها.

قبل هذا التاريخ، كان هناك 21 مستوطنة وأكثر من 9,000 مستوطن. معظمهم انتقلوا للعيش في مستوطنات الضفة الغربية المحتلة.

في دجنبر 2022، أشار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة إلى أنه تم بناء 4,800 وحدة سكنية في 2022 في منطقة C وحدها (تشكل 60% من الضفة الغربية المحتلة)، مقارنة بـ 5,400 في 2021.

أما بالنسبة للقدس الشرقية، فقد زادت الأرقام بثلاث مرات مقارنة بالسنة الماضية (900 وحدة سكنية في 2021 مقابل حوالي 3,100 في 2022).

في مكان آخر، في منطقة C، تشترط السلطة الإسرائيلية المحتلة الحصول على تصريح بناء لأي منشأة فلسطينية.

وفقًا لمنظمة "السلام الآن" Peace Now الإسرائيلية، تم منح 10 تصاريح بناء لوحدات سكنية فلسطينية فقط 10 في 2021، مقارنة بحوالي 2,000 سنويًا للإسرائيليين في المستوطنات.

هذا يظهر الفارق الكبير، وخاصة إرادة دولة إسرائيل في حرمان الفلسطينيين من منازلهم ومنحها للأغلبية الكبيرة من الإسرائيليين.