مليون هكتار لانتاج الهيدروجين الأخضر.. تفاصيل مشروع الانتقال الطاقي الأضخم بالمملكة

التحليل والرأي - 12-03-2024

مليون هكتار لانتاج الهيدروجين الأخضر.. تفاصيل مشروع الانتقال الطاقي الأضخم بالمملكة

اقتصادكم-سعد مفكير

 

 وضعت الحكومة المغربية سلسلة من التوجيهات لتشجيع الشركات المهتمة في الاستثمار في إنتاج الهيدروجين الأخضر، حيث يشمل العرض مجموع سلسلة القيمة للقطاع، ويتماشى مع احتياجات المستثمرين بهدف جعل المملكة فاعلا تنافسيا في هذا القطاع ذي الآفاق الواعدة. 

 ويحدد منشور، أصدره رئيس الحكومة عزيز أخنوش، تفاصيل "عرض المغرب"، والوسائل التي وضعتها الدولة لضمان نجاح هذه العملية، وكذا أدوار مختلف الفاعلين. 

 وخصصت المملكة عقارات عمومية مهمة تناهز مساحتها مليون هكتار لمشروعات الهيدروجين الأخضر، وأبرزت أنه سيتم خلال المرحلة الأولى "توفير 300 ألف هكتار لفائدة المستثمرين". 

 ويعتمد هذا العرض على تطبيق نهج عملي وشفاف يوفر الرؤية الواضحة للمستثمرين، ويتضمن النقاط التالية: 

 - مجال تطبيق عرض المغرب.

 - الأراضي المخصصة.

 - البنية التحتية اللازمة لتطوير القطاع. 

 - الإجراءات والتدابير التحفيزية. 

 - انتقاء المستثمرين وإبرام عقود مع الدولة 

 - حكامة قطاع الهيدروجين الأخضر.

 الهيدروجين الأخضر يعد أحد المحفزات الرئيسية للانتقال الطاقي والنمو المستدام في المملكة، ونقطة تحول بالنسبة للاقتصاد المغربي في ظل التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتكنولوجية التي تحيط به. 

واعتبر عبد الصمد الملاوي، الخبير في الطاقات المتجددة، في حديثه مع موقع "اقتصادكم" أن هذا العرض يأتي تبعا للإستراتيجية الوطنية للطاقة المتجددة التي ترتكز على جذب الاستثمارات وخصوصا الأجنبية ليتمكن المغرب من التغلب على تحدي التمويل من جهة، وكذلك نسج شركات استراتيجية وخصوصا في مجالات الطاقة تبعا لسياسة رابح- رابح التي ينتهجها المغرب في عهد الملك محمد السادس.

هذا الانخراط المغربي في مشاريع كبيرة لانتاج الهيدروجين الاخضر يدخل، حسب الخبير في الطاقات المتجددة، في إطار السياسة الوطنية للانتقال الطاقي التي انخرط فيها المغرب منذ عدة سنوات. مضيفا انه كان من الصعب على بلادنا انتاج هذه المادة من قبل، دون التموقع دوليا في قطاع انتاج الكهرباء من مصادر متجددة، حيث أن هذه الكهرباء الخضراء هي ركيزة انتاج الهيدروجين الاخضر.

وتابع عبد الصمد الملاوي، في تصريح لموقع "اقتصادكم" أن المغرب أصبح يتوفر حاليا على مجموعة من التشريعات المصاحبة لهكذا مشاريع والتي تساهم في الانخراط الفعلي لانتاج الطاقة المتجددة والكهرباء الخضراء و الهيدروجين الاخضر والامونيا الخضراء، وهذا يسمح بتنويع المصادر المتجددة المغربية.

وحسب الخبير، فإن المصادر المتجددة الحالية من طاقة شمسية وريحية وكهرومائية لم تصل بعد إلى الطموحات المرجوة وهي انتاج كهرباء نظيفة ب52٪ بحلول 2030، مؤكدا أن الانتاج الوطني من الكهرباء المتجددة لا يتعدى 24٪ على الرغم من أن القدرة الحالية للبلاد تمكن من انتاج حوالي 41٪ من الكهرباء الخضراء من هذه المصادر المتجددة. 

ويطمح المغرب إلى إنتاج حوالي 3 ملايين طن من الهيدروجين الاخضر منها 1 مليون من الامونيا الخضراء بحلول 2030، وبهذه الكمية يمكن للمملكة إنتاج كهرباء نظيفة قد تصل إلى اكتر من 14 جيغا واط منها حوالي الربع موجه للاستعمال الداخلي والباقي موجه الى التصدير، يضيف الأستاذ الجامعي.


 وبنهاية يناير الماضي، وقع المكتب الوطني للكهرباء والماء اتفاقا مع شركتي الطاقة المتجددة "ناريفا وجي.إي فيرنوفا" لإجراء دراسة جدوى لاستبدال الوقود بالهيدروجين الأخضر لتشغيل محطة للكهرباء بقدرة 99 ميغاواط في مدينة العيون. 

 وقال المكتب والشركتان في بيان مشترك "ستساعد جي.إي فيرنوفا محطة توليد الكهرباء في العيون على توصيل الكهرباء المولدة باستخدام هيدروجين أخضر بنسبة 100 بالمئة منتج في مزرعة رياح ناريفا في العيون لدعم زيادة المغرب حصة الطاقة المتجددة المثبتة من 40 بالمئة حاليا إلى 52 بالمئة بحلول 2030".