هكذا يمكن أن يسهم الصيف في تدارك خسائر السياحة

التحليل والرأي - 16-05-2022

هكذا يمكن أن يسهم الصيف في تدارك خسائر السياحة

شاطئ مغربي- ارشيف

اقتصادكم - نورالدين البيار

تلقى القطاع السياحي بالمغرب ومعه قطاع السفر، الضربة الكبرى من جائحة كورونا في 2020، وما تلاها من متحورات استمرت إلى مطلع العام الجاري مع متحور أوميكرون قبل أن تستأنف الرحلات رسميا في فبراير 2022.

ولئن كانت الحكومة قد قررت تخصيص دعم استعجالي في يناير من ملياري درهم لإنعاش القطاع، فإن الكثير ينتظر أن تقلع السياحة من جديد خاصة ونحن على بعد أسابيع فقط من الصيف الذي يعول عليه الكثير من المهنيين لتدارك الخسائر السابقة.

معطيات رسمية كانت قد أفادت أن عائدات السياحة في المغرب تراجعت 6.9% في الربع الأخير، من عام 2021 جراء إغلاق الحدود في نهاية نوفمبر وهو الإغلاق الذي استمر إلى غاية 8 فبراير 2022 حيث أعيد فتحها.

وكانت وزيرة السياحة فاطمة الزهراء عمور، قد كشفت أن القطاع تكبّد خسارة بنحو 90 مليار درهم خلال سنتي الجائحة.
 
وتعول الحكومة والمهنيون على حد سواء، على مجموعة من الإجراءات التي يمكن أن تسهم في إعادة النشاط السياحي إلى سابق عهده قبل الجائحة.

وينادي الكثير من المهنيين باتخاذ إجراءات جديد مرتبطة بالتعاطي مع كوفيد تختلف تماما عن سابقتها، خاصة شروط الولوج إلى التراب الوطني.

وتتجه السلطات نحو توسيع نطاق تخفيف البروتوكول الصحي الخاص بالرحلات”، وذلك بعد تحسن الوضع الوبائي بشكل كبير بالمملكة.

ورجحت مصادر، أن يتم إلغاء شرط إلزامية التوفر على جواز التلقيح ساري المفعول، مع تقديم نتيجة الفحص (بي سي آر(بالتزامن مع إطلاق عملية مرحبا 2022.

ولم يتبق عن استئناف عملية مرحبا سوى أسابيع قليلة، بعدما توقفت لسنتين بسبب الجائحة والازمة الدبلوماسية بين الرباط مدريد.

ومن شأن عملية مرحبا هذا العام أن تكون مختلفة عن السابق إذ ينتظر أن يفد عدد كبير من المغاربة الذين حرموا من زيارة الوطن خلال السنتين المنصرمتين.

وتكمن أهمية الصيف للقطاع السياحي كونه يعرف رواجا لا تخطئه العين في جميع الجهات من المغرب.

القطاع السياحي يضم أكثر من 600 ألف منصب مباشر، وفق معطيات للمندوبية السامية للتخطيط.

وتبلغ قوة الاستهلاك الخاص بهذا القطاع أزيد من 15 مليار دولار، تغلب عليها السياحة الدولية بـ70 في المئة، إلى جانب قطاع النقل الجوي، الذي سجل مداخيل في 2019 بلغت 1.8 مليار دولار.

  رسميا أطلق المكتب الوطني المغربي للسياحة قبل أيام حملة تواصلية دولية جديدة تحت شعار "المغرب أرض الأنوار"، تهدف إلى الارتقاء بالمغرب ضمن مصاف الوجهات السياحية العالمية الأكثر جاذبية والوصول إلى تعزيز صورته، ولاسيما لدى الأجيال الجديدة من المسافرين.

وتستهدف هذه الحملة 19 سوقا ضمنهم 5 أسواق إستراتيجية هي (فرنسا، إسبانيا، ألمانيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية، وبلدان الشرق الأوسط، إسرائيل والبلدان الإفريقية).

هذا دون إغفال السوق الداخلية التي تحتاج إلى سياسة واضحة للاستفادة من الفرص التي تتيحها على مستوى السياحة الجبلية ودور الضيافة وأيضا في المناطق النائية.

لكن الطابع العشوائي وغير المهيكل الذي يطغى على هذه السوق يجعل تحقيق الأهداف المرجوة في الأفق المنظور بعيدة المنال.

على المستوى الخدماتي يعول متعهدو الحفلات وأصحاب المطاعم أيضا على الصيف حيث تكثر الحفلات والأعراس ويكثر الإنفاق.

ويتخوف بعض المهنيين من أن ترخي أزمة الأسعار والتضخم بظلالها على الصيف هذا العام الاستثنائي، مدفوعة بحرب ساهمت بشكل كبير في تقلب الأسعار في مختلف دول العالم بينها المغرب.