اقتصادكم
أثارت قصص النجاح المغربية في سوق الرساميل اهتمام مستثمرين ورجال أعمال من لندن، على هامش الدورة الثامنة من "أيام سوق الرساميل المغربي"، خلال الفترة من 7 إلى 9 ماي الجاري بالعاصمة البريطانية، وذلك بمشاركة حوالي ثلاثين من مسيري الشركات المدرجة وفاعلين في سوق الرساميل المغربي، بالإضافة إلى شخصيات مغربية وبريطانية.
هذا الحدث، المنظم بدعم من سفارة المملكة المغربية ببريطانيا، يقترح برنامج غنيا يتضمن أساسا ندوة عامة حول مؤهلات الاقتصاد المغربي وآفاقه التنموية، إضافة إلى 160 اجتماعا ثنائيا بين الشركات المغربية المدرجة والمستثمرين الدوليين.
وقال يونس بنجلون، المدير العام للبنك المغربي CFG: «منذ 30 سنة ونحن نسمع أن البورصة المغربية غالية، بمؤشرات PER مرتفعة وعوائد منخفضة. لكن من الخطأ مقارنة أسواق تختلف اختلافاً جذرياً في أساسياتها الماكرو اقتصادية»، وأضاف: «الدرهم ظل مستقراً لأربعة عقود، والتضخم يتأرجح بين 1 إلى 2% سنوياً. أسعار الفائدة لدينا أقل من الولايات المتحدة. هذه ظروف لا تُقارن بأسواق ناشئة مثل مصر».
والنتيجة، حسب تعبيره، أن من فهم هذا الواقع مبكراً حقق أداءات "استثنائية". فالصعود الذي شهده السوق المغربي في عام 2024 ليس إلا تجلياً أخيراً لمسار تصاعدي يرتكز على نمو قوي للشركات، لا سيما في مجالات المالية، والصناعة، والصحة، والبناء. ويُذكّر المسؤول بأن العديد من قصص النمو هي الآن في طور التحقق داخل السوق، حسب موقع "Boursenews" المتخصص.
من بين النجاحات المغربية التي تم تقديمها، خطفت شركة HPS الأنظار، حيث قال عبد السلام علوي إسماعيلي، رئيس المجموعة: «بدأنا نحن الأربعة دون أن يثق بنا أحد، في بلد كان الحديث فيه عن التكنولوجيا يُعد ضرباً من الجنون». وأضاف: «اليوم، 90% من أنشطة المجموعة تتم على المستوى الدولي. وللبيع في اليابان أو الولايات المتحدة أو أستراليا، كنا بحاجة إلى ختم مصداقية، وقد وفرته لنا البورصة. لقد أرغمتنا على حوكمة لا تشوبها شائبة، وعلى تقارير ESG متقدمة جداً... لقد ساعدتنا على التنظيم والنمو».
وترجع هذه القصص الناجحة كثيراً إلى صناديق الاستثمار الخاصة (Private Equity)، التي كثفت من عمليات التخارج عبر البورصة خلال السنوات الأخيرة. أحدث مثال هو إدراج شركة CMGP، التي انطلقت من عملية استثمار خاص بدأت في 2018. وعلّق جيد ديل ليرو مورو، ممثل صندوق الاستثمار DPI، الذي استثمر في CMGP: «كان الإدراج في البورصة جزءاً من الرؤية منذ البداية».
وأضاف يونس بنجلون: «ما يجب فهمه هو أن التخارجات أصبحت ممكنة ومربحة في المغرب»، واستشهد بحالة شركة "أكديطال"، التي بلغت قيمتها السوقية 300 مليون دولار عند طرحها في نهاية 2022، وتبلغ اليوم 2.5 مليار دولار. وأضاف: «صناديق الاستثمار الخاصة تغادر بأرباح مضاعفة، وهو ما يجذب مستثمرين جدد».
وأكد جيد ديل ليرو مورو أن الرسالة واضحة: «لا أحد يستثمر إن اعتقد أنه سيبقى عالقاً. الناس تستثمر إذا علمت أنها قادرة على الخروج. والمغرب يوفر هذا الأفق اليوم».
وختم ممثل DPI: «لقد استثمرنا أكثر من 600 مليون دولار في المغرب خلال السنوات العشر الماضية. هذا البلد يقدم معادلة نادرة من حيث المخاطرة والعائد في القارة».