أمطار تنعش انطلاقة الموسم الفلاحي وتحذيرات من الإفراط في التفاؤل

الاقتصاد الوطني - 17-11-2025

أمطار تنعش انطلاقة الموسم الفلاحي وتحذيرات من الإفراط في التفاؤل

‎اقتصادكم-حنان الزيتوني
 


عرفت المملكة في الأسابيع الأخيرة موجة من التساقطات المطرية التي أعطت دفعة إيجابية للموسم الزراعي، بعد موسم شحيح الأمطار في السنوات الماضية، والتي امتدت لخمس سنوات من الجفاف، وقد عبر عدد من الفلاحين عن تفاؤلهم بالانطلاقة الجيدة لنمو المزروعات. 

لكن الخبراء يحذرون من الإفراط في التفاؤل، مؤكدين أن قراءة هذه البداية على أنها مؤشر مضمون لموسم منتج وكبير ستكون مبكرة، وأن استمرار الأمطار خلال الفترة القادمة يبقى العامل الحاسم لتفادي خسائر محتملة.

وفي اتصال موقع "اقتصادكم"، أوضح الخبير في الفلاحة رياض أوحتيتا أن الموسم الحالي بدأ بشكل مشجع، لكنه لا يزال في مراحله الأولى، وهو ما يجعل من المبكر الحديث عن النتائج النهائية، وأكد أوحتيتا أن استمرار التساقطات حتى نهاية ديسمبر ضروري للحفاظ على رطوبة التربة ومنع تأثير موجات الحرارة المرتفعة التي قد تضر بالنباتات في حال غياب الأمطار.

وأشار الخبير إلى أن نقص الأمطار في ظل درجات حرارة مرتفعة يؤدي إلى ضعف نمو المزروعات وارتفاع خطر موتها، كما أن التغيرات المناخية الأخيرة أثرت بشكل ملموس على دورة حياة النباتات، وأضاف أن المغرب بات يشهد فصولا متفاوتة الطول، فالصيف أصبح أطول بكثير مقارنة بالشتاء القصير والربيع القصير، بينما الخريف يمتد لفترة أطول، وهو ما يخل بالتوازن الطبيعي لدورة حياة المزروعات.

وأبرز أوحتيتا أن هذا التغير المناخي أعاد توزيع الإنتاج الزراعي في المغرب، حيث أصبح شمال وغرب البلاد يساهمان بما يقارب 85% من إنتاج الحبوب، بينما المناطق التقليدية مثل عبدة ودكالة والرحامنة تواجه صعوبة في الزراعة في شهر أكتوبر، ما يفرض تغييرات في أساليب الزراعة والتخطيط الزراعي.

وشدد الخبير على ضرورة أن تلعب وزارة الفلاحة دورا فعالا في توجيه الفلاحين نحو اختيار المحاصيل الأكثر ملاءمة لكل منطقة، بما في ذلك الزراعات العلفية التي يمكن أن تكون بديلا مجديا عن الحبوب، لضمان مردودية أفضل وتأمين حاجيات البلاد من المواد الزراعية الأساسية.