حماية المستهلك تنبه الباحثين عن أسعار منخفضة من الزيت المغشوش

الاقتصاد الوطني - 19-11-2025

حماية المستهلك تنبه الباحثين عن أسعار منخفضة من الزيت المغشوش

 

اقتصادكم – عبد الصمد واحمودو

 

تتفاوت أسعار زيت الزيتون في الأسواق والمعاصر من منطقة إلى أخرى، حيث يتراوح سعر اللتر الواحد بين 60 و75 درهما حسب المنطقة والمردودية المستخلصة من ثمار الزيتون. إذ تبقى الكمية المستخرجة من الزيتون الأخضر أقل من تلك التي تجود بها الثمار الناضجة، ما يُخلف تباينا في أسعار زيت الزيتون التي تُعد من المواد الغذائية الأكثر استهلاكا من طرف المغاربة.

وبعد مرور أكثر من شهر على انطلاق موسم جني الزيتون الجاري، الذي تميز هذا العام بوفرة الإنتاج، انعكس ذلك إيجابا على أسعار “الزيت البلدية” التي عرفت انخفاضا نسبيا مقارنة بالسنة الماضية، والتي شهدت ارتفاعا قياسيا تجاوز في بعض الأحيان مائة درهم للتر الواحد، ما جعلها مادة غذائية غير متاحة للمستهلك البسيط، ولا تدخل ضمن وصفات وأطباق  إلا من استطاع إليها سبيلا.

إن اختلاف سعر زيت الزيتون المستخلص من الزيتون الأخضر مقارنة بالناضج له مبرراته من الناحية الغذائية والجودة، وهو ما أوضحته مريمة لبيد أخصائية التغذية في تصريح لموقع “اقتصادكم”، بقولها " إن أول شيء يجب أن نعرفه هو أن زيت الزيتون الحقيقي، يجب أن يستخلص من زيتون مطحون بشكل جيد وكامل. فمرحلة الجني تؤثر بشكل مباشر على اللون وتركيبة العناصر الغذائية. فعندما يُجنى الزيتون مبكرا، يكون طعم الزيت ونكهته أقوى وأخف في الوقت نفسه، كما تكون رائحته أكثر وضوحا، وقوامه أفضل وأكثر انسجاما، ويكون غنيا بمركّبات مهمة مثل "الفينولات"، وهي مجموعة كبيرة من مضادات الأكسدة القوية. كما تكون نسبة الكلوروفيل مرتفعة، وهو ما يمنح الزيت اللون الأخضر والنكهة النباتية المميزة".

وأضافت الأخصائية "أما الزيتون الذي يُجنى متأخرا، فيعطي زيتا أقل جودة مقارنة بالزيت المستخلص من الزيتون الأخضر المبكر، وغالبا ما يكون الزيت المستخلص من الزيتون الناضج أرخص، لأنه يحتوي على نسبة أقل من المركبات المضادة للأكسدة، رغم أن نسبة الأحماض الدهنية غير المشبعة تبقى مرتفعة فيه كذلك".

وخلصت الأخصائية إلى أن "زيت الزيتون الأخضر يكون أغلى سعرًا لأنه يحتاج إلى جني مبكر، ويتطلب يدا عاملة أكبر، كما أن نسبة الزيت المستخرجة منه أقل، ما يعني ضرورة استعمال كمية أكبر من الزيتون لإنتاج لتر واحد من الزيت، ورغم ذلك، يفضله الكثيرون لجودته العالية ونكهته الفريدة".

وبالعودة إلى أسعار الزيت، أصبح العديد ممن لا تسعفهم قدرتهم الشرائية يبحثون عما يُعرف بالعامية بـ”الهمزة” أو “الهاوتة”، حيث تُقبل فئات واسعة على شراء زيت الزيتون دون معرفة مصدره، وهو ما يعرضهم لخطر النصب والاحتيال واقتناء مواد مجهولة المصدر. وفي هذا السياق  يؤكد عبد اللطيف حراري، رئيس جمعية التضامن لحماية المستهلك، في تصريحه لموقع “اقتصادكم”، أن "هذه الظاهرة بدأت تتنامى من جديد، وقد أصدرنا تحذيرات بشأن المخاطر الصحية الخطيرة الناتجة عن استهلاك الزيت المغشوش".

ووجه المتحدث ذاته نداء إلى جميع المواطنين للحذر عند شراء زيت الزيتون، خصوصا ذلك المعروض في الطرقات والأماكن العامة، مبرزا أن "الغش في زيت الزيتون ليس مجرد قضية تجارية، بل يمثل خطرا كبيرا على الصحة العامة، إذ يؤدي استهلاك الزيت المغشوش إلى الإصابة بأمراض خطيرة، أبرزها تشمّع الكبد. وقد انتشر هذا المرض بين العديد من المغاربة، والسبب الرئيسي وراء ذلك هو احتواء الزيت المغشوش على نسب عالية من الحموضة ومواد ضارة تجعل منه خطرًا على الصحة. ولهذا نؤكد على ضرورة توعية المستهلكين بخطورة شراء الزيوت من مصادر غير موثوقة، كما نطالب الجهات المعنية بتكثيف المراقبة لضمان جودة المنتوجات المعروضة في السوق وحماية المواطنين من الأضرار المادية والصحية".