اقتصادكم

أكد رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة، أن مشروع إحداث مصنع شركة EUWEN TEXTILES، فرع مجموعة Sunrise الصينية، بالمنطقة الصناعية بنسودة بمدينة فاس، يشكل محطة تاريخية في مسار تطوير قطاع النسيج بالمغرب، لما سيحدثه من نقلة نوعية على مستوى الطاقة الإنتاجية وفرص الشغل وتعزيز السيادة الصناعية الوطنية.

وأوضح الوزير، خلال إعطاء الانطلاقة الرسمية لإنجاز المشروع، لأمس الأربعاء بفاس، أن هذا المصنع سيمكن من رفع الطاقة الإنتاجية لقطاع النسيج على الصعيد الوطني بثلاثة أضعاف، مع إحداث حوالي 3000 منصب شغل مباشر، إضافة إلى 1500 منصب شغل غير مباشر، ما من شأنه تعزيز الدينامية الاقتصادية والاجتماعية بجهة فاس–مكناس.

وأشار مزور، إلى أن رقم معاملات قطاع النسيج بالمغرب يبلغ حوالي 60 مليار درهم سنويا، فيما يناهز عدد الأجراء المصرح بهم لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في هذا القطاع 42 ألف شخص، مؤكدا أن المشروع الجديد يعد من أضخم الاستثمارات الصناعية التي عرفها المغرب في هذا المجال.

ويبلغ الغلاف الاستثماري لهذا المشروع حوالي 1,4 مليار درهم، ويقام على مساحة تناهز 20 هكتارا، حيث سيتضمن وحدة صناعية متكاملة تشمل صناعة الخيط، والنسيج، والصباغة، والطباعة على الأقمشة، إلى جانب صناعة الملابس الجاهزة، في إطار سلسلة إنتاج موحدة داخل مصنع واحد، بما سيمكن من تقليص الواردات، وخفض الكلفة اللوجستيكية، وتسريع آجال الإنتاج.

وأكد الوزير، أن هذا المشروع سيساهم في إعادة الاعتبار لمدينة فاس، التي شكلت في السابق قاطرة وطنية لصناعة النسيج، وتستعد اليوم لاسترجاع مكانتها الريادية، مضيفا أن المدينة ستستفيد من تعزيز جاذبيتها الصناعية واستقطاب استثمارات ذات قيمة مضافة عالية.

وفي هذا السياق، أبرز مزور أن أزيد من 80% من إنتاج المصنع سيكون موجها للتصدير، مع تلبية جزء من حاجيات السوق المحلي، مشيرا إلى أن المشروع يعتمد، انسجاما مع التوجيهات الملكية السامية، على الطاقات المتجددة وإعادة تدوير المياه، فضلا عن توظيف أحدث التكنولوجيات الصناعية المعتمدة عالميا.

من جهته، أعطى الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، كريم زيدان، رفقة وزير الصناعة والتجارة، الانطلاقة الرسمية لهذا المشروع، بحضور والي جهة فاس–مكناس عامل عمالة فاس، خالد ايت الطالب، وعامل إقليم مولاي يعقوب، ورئيس مجلس الجهة، وممثلي الشركة الصينية، وشخصيات مدنية وعسكرية.

ويهدف هذا المشروع المهيكل إلى ترسيخ موقع جهة فاس–مكناس كمركز صناعي جهوي رائد، وتعزيز تنافسية النسيج المغربي، وتمكين المقاولات الوطنية من تلبية الطلبيات الدولية بشكل مباشر دون وسطاء، في إطار دينامية إعادة التصنيع الوطني.

ويندرج هذا الاستثمار في سياق مواصلة سياسة دعم الاستثمار الصناعي، وجذب المشاريع الإنتاجية الكبرى على المستوى الجهوي، حيث جرى توقيع اتفاقية الاستثمار الخاصة به يوم 20 مارس 2025 بالرباط، تحت رئاسة رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، وبحضور عدد من الوزراء والمسؤولين السامين.

ويجسد هذا المشروع عمق الشراكة الاستراتيجية بين المملكة المغربية وجمهورية الصين الشعبية، القائمة على الرؤية المتبصرة للملك محمد السادس والرئيس الصيني شي جين بينغ، ويؤكد مكانة المغرب كمنصة صناعية وتصديرية ذات تنافسية عالية على الصعيدين الإقليمي والدولي.