"كان المغرب 2025”.. اختبار حقيقي للقطاع السياحي

الاقتصاد الوطني - 14-10-2025

"كان المغرب 2025”.. اختبار حقيقي للقطاع السياحي

اقتصادكم - محمد بوعزاتي

 

على بُعد أسابيع قليلة من انطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا لكرة القدم “كان المغرب 2025”، يستعد القطاع السياحي لاستقبال مئات الآلاف من الزوار من مختلف الدول الإفريقية. ورغم الاستعدادات الضخمة والطاقة الاستيعابية المعززة، يواجه المغرب تحديا حقيقيا في ضمان جودة العرض السياحي واستيعاب الضغط الجماهيري المتوقع على المدن المستضيفة.

دينامية إيجابية للقطاع السياحي

في حديثه لموقع “اقتصادكم”، أكد الخبير السياحي نبيل بورايسي أن القطاع السياحي المغربي يشهد دينامية إيجابية على جميع الأصعدة، سواء على مستوى ليالي المبيت أو المداخيل المحققة بالعملة الصعبة والدرهم.

ووفق توقعات المكتب الوطني المغربي للسياحة، يُنتظر أن يسجل المغرب ارتفاعا في تدفقات السياح بنسبة 7% على الأقل مقارنة بعام 2024، مع زيادة تصل إلى مليون سائح أجنبي إضافي.

ويُرجع بورايسي هذا النجاح إلى الجهود المشتركة بين وزارة السياحة والفاعلين الاقتصاديين، مشيرا إلى أن “السياحة أصبحت صمام أمان الاقتصاد الوطني ورئته، نظرا لما تضخه من عملة صعبة”.

ضغط متوقع على المدن المستضيفة

ستحتضن ستُّ مدن مغربية المباريات عبر تسعة ملاعب، وهي: الدار البيضاء والرباط ومراكش وطنجة وفاس وأكادير. وفي هذا السياق، يتوقع الخبير السياحي تنقلات جماهيرية ضخمة نحو هذه المدن، خاصة من الدول المعروفة بالحضور الجماهيري الكبير، مما سيشكل ضغطا لوجستيا كبيرا على البنية التحتية السياحية.

ولضمان نجاح التجربة، شدد بورايسي على ضرورة أن تكون “الوحدات الفندقية والمطاعم على أتم الاستعداد”، مشيرا إلى أن “الحجوزات بدأت بالفعل، مما يعني أن هذه الفترة ستشهد إمتلاءً كاملا بنسبة مائة في المائة”.

الكراء غير المُقنن

أمام هذا الضغط المتوقع، من المرجح أن يواجه عدد كبير من الجماهير صعوبة في إيجاد حجوزات فندقية تقليدية، مما سيدفعهم نحو بدائل مثل الشقق المفروشة ومنصات الكراء مثل Airbnb.

وفي هذا السياق، يشدد بورايسي على ضرورة تكثيف المراقبة والإشراف على هذه الشقق والفنادق من حيث الإيواء والإطعام، لضمان الحفاظ على الصورة المشرقة للمغرب وضمان جودة تجربة الزوار.


وزارة السياحة تؤكد الجاهزية

في وقت سابق، أكدت وزارة السياحة أن “القطاع السياحي بالمملكة جاهز لاستضافة نهائيات كأس إفريقيا”، مشيرة إلى أنه تم “تعزيز طاقة الإيواء ليس فقط في المدن المحتضنة للتظاهرة، وإنما على المستوى الوطني”.

كما أُنجزت جهود على مستوى تعزيز الربط الجوي عبر إطلاق خطوط جديدة تربط المغرب بالأسواق المصدرة للسياح، إلى جانب تحسين الربط الجوي الداخلي وتنويع عروض الترفيه.

فرصة ذهبية للإشعاع الدولي

يُجمع الخبراء السياحيون على أن “استضافة كأس إفريقيا تمثل مناسبة مثالية لتسويق صورة المغرب كوجهة سياحية كبرى”، مشيرين إلى أن ارتفاع عدد الزوار “سينعكس مباشرة على النشاط الاقتصادي، وسيوفر فرص عمل إضافية”.

لكن يبقى التحدي الأكبر، وفق بورايسي، في الحفاظ على “الإيقاع الإيجابي” الذي يعرفه القطاع السياحي المغربي، خاصة مع اقتراب تنظيم تظاهرات عالمية أخرى مثل كأس العالم 2030.

فالمغرب، الذي يطمح إلى التربع في صدارة الوجهات السياحية العالمية، مطالب بضمان جودة الخدمات المقدمة وتوفير الأمن والنظافة والنقل الفعال، لأن “هذه العناصر مجتمعة تساهم في ترسيخ مكانة البلد وإشعاعه الدولي”.