وفاة ملياردير بريطاني- هندي تفجر نزاعا عائليا على 14 مليار دولار

اقتصاد العالم - 21-05-2023

وفاة ملياردير بريطاني- هندي تفجر نزاعا عائليا على 14 مليار دولار

 

اقتصادكم


لعقود طويلة ترأس سيرشاند هندوجا، إمبراطورية تجارية ضخمة تُعد الأساس لثروة العائلة التي تعود جذورها إلى أكثر من قرن، وهي واحدة من أكبر الثروات العائلية في العالم

أثارت وفاته عن عمر 87 سنة، تساؤلات عمّن سيصبح فعلياً كبير العائلة التي ما زالت معاركها القضائية مستمرة منذ سنوات للسيطرة على الاستثمارات، والتي تشمل الخدمات البنكية، والإعلام، والطاقة، بما يهدد بالتالي بتقطيع أوصال المجموعة التي كانت متماسكة في السابق.

غوبيشاند هندوجا، البالغ من العمر 83 سنة، هو الأكبر سناً اليوم بين أفراد العائلة البريطانية الهندية بعد وفاة سريشاند يوم الأربعاء في لندن. خاض غوبيشاند مع شقيقيه الأصغر سناً، براكاش (77 سنة) وأكوش (72 عاماً) على مدى السنوات الثلاث الماضية، معركة ضد كبير العائلة وابنته فينو، بسبب رسالة وقّعها الأشقاء الأربعة، تفيد بأن أي أصول يملكها أحدهم هي ملك للجميع.

رغم أن العائلة دعت إلى هدنة في هذا الصراع المرير على السلطة في نوفمبر، فإنها -وكما تبيّن الشهر الماضي- لا تزال تخوض بشكل سرّي، مفاوضات بشأن القضايا والمشكلات ذات الصلة.

وتملك العائلة الممتدة لأربعة أجيال على الأقل، ثروة مشتركة تقارب 14 مليار دولار، ما يضعها بين أثرى 20 عائلة في آسيا، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للمليارديرات.


ووصف ديفيد هوكينز، الشريك المؤسس في شركة استشارات الأعمال العائلية "بيرشيرون أدفايزوري" (Percheron Advisory)، وفاة سريشاند بأنها "اختبار حاسم للهدنة الأخيرة التي عقدتها عائلة هندوجا".

ويضع هذا الصراع مصير إحدى أكبر المجموعات التجارية في العالم والتي توظّف أكثر من 200 ألف شخص حول العالم، على المحك.

تتضمن أصول مجموعة "هندوجا غروب" (Hinduja Group)، حيازات ضخمة في شركات هندية مدرجة في البورصة، بدءاً من شركة "أشوك ليلاند" (Ashok Leyland Ltd)، ووصولاً إلى مصرف "إندوس إند بانك" (IndusInd Bank Ltd)، ومقره في مومباي. كما تعمل العائلة على تجديد فندق قرب 10 داون ستريت (مقر الحكومة البريطانية) في وسط لندن، حيث تملك مجموعة من المنازل الفخمة المطلة على حديقة "سانت جيمس بارك". كذلك، اشترت شركة استثمارات عقارية تابعة للمجموعة، أكثر من 250 فداناً من الأراضي في مدن هندية كبرى.

وقبل ثلاثة عقود، أسس سريشاند المعروف باسم "إس بي" (SP)، بنكاً سويسرياً أصبح محور معركة قضائية في المملكة المتحدة بين أفراد العائلة.

وتسرب النزاع إلى العلن في 2020 بسبب مزاعم "إس بي" بأن أشقاءه الثلاثة كانوا يحاولون انتزاع السلطة منه. يشغل حفيد "إس بي" البالغ 32 عاماً، واسمه كرم، منصب الرئيس التنفيذي لمصرف "هندوجا بنك" (Hinduja Bank)، ومقره في جنيف، فيما تشغل شانو، ابنة "إس بي" التي تبلغ 59 عاماً الشهر الجاري، منصب رئيسة مجلس الإدارة.

وقادت شانو وفينو البالغة 56 عاماً، المعركة القضائية الأخيرة لصالح فرع "إس بي" من العائلة، وكتبتا في بيان صدر الأربعاء، أن سريشاند مات في سلام صباح ذلك اليوم.

وأضافتا: "سنستمر في الحفاظ على إرث (إس بي) والتمسك بقيمه".

وأسس والد الأشقاء الأربعة، بارماناند، الشركة التي حملت أسماءهم في 1914 بإقليم السند في الهند البريطانية. وانضم "إس بي" وأشقاؤه إلى ما بدأ كشركة لتجارة السلع الأساسية واستيراد السجاد، ثم سرعان ما نوعت الشركة استثماراتها، مع نجاحها المبكر في توزيع أفلام بوليوود خارج الهند.

بارماناند، الذي توفي في 1971، غرس لدى أبنائه شعاراً تعاهدوا على الالتزام به، يقول: "الجميع يملكون كل شيء.. وما من شيء عائد لأحد دون غيره".

والتزم الأشقاء بتلك السياسة لعقود، ووصفوها بأنها دليلهم الاسترشادي. إلا أن تلك الجبهة الموحدة انهارت في سنوات "إس بي" الأخيرة، والتي عانى خلالها من أحد أنواع الخرف.

وقال ليون فرناندو دل كانتو، وهو محام مقره في لندن ويعمل مع الأثرياء: "حاول الأشقاء إرشاد أنفسهم من خلال شعار فضفاض للغاية. في هذه الحالة، ستقرر المحاكم مستقبل النزاع في ظل غياب اتفاقيات واضحة أو دستور للعائلة".

واتفقت ابنتا "إس بي" وأشقاؤه، كجزء من هدنة العام الماضي، على تمزيق رسالة تعود إلى عام 2014، توضح المبادئ التي توحّد العائلة، ما يزيد من فرصة تقسيم مجموعة الشركات.

ومع ذلك، تزداد هشاشة الهدنة. فاتفاق الهدنة نفسه لا يزال يحتاج إلى التوقيع، في وقت لا تزال لدى الأسرة مسائل عالقة تخص الإدارة والخلافة، حتى من قبل وفاة "إس بي".

وقد تؤدي تلك العوامل إلى دعاوى قضائية مستقبلية في المملكة المتحدة أو أي مكان آخر في أرجاء إمبراطورية عائلة هندوجا.

وحالياً، تبدو العائلة متحدة في الحزن على وفاة كبيرها. فقد كتبت العائلة في بيان: "لطالما كان الأشقاء روحاً واحدة في أربعة أجساد. وفاته خلفت فراغاً كبيراً".