إنتاج 885 ألف طن من التفاح سنويا يعزز التنمية بالمناطق الجبلية

آخر الأخبار - 17-10-2025

إنتاج 885 ألف طن من التفاح سنويا يعزز التنمية بالمناطق الجبلية

اقتصادكم 

 

بلغت زراعة التفاح في المغرب مكانة استراتيجية ضمن المنظومة الفلاحية الوطنية، إذ تمتد على مساحة تناهز 48 ألف هكتار وتنتج ما يقارب 885 ألف طن سنويا، مما يجعلها من أهم سلاسل الإنتاج الفلاحي ذات القيمة المضافة العالية، وتعتبر جهة درعة–تافيلالت القلب النابض لهذا النشاط، حيث تستحوذ على نحو 41 في المائة من المساحات الوطنية وتوفر حوالي 35 في المائة من الإنتاج، مما يجعلها رافعة أساسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمناطق الجبلية وسندا رئيسيا للأمن الغذائي الوطني.

وتحظى سلسلة التفاح بمواكبة متواصلة من الدولة منذ سنة 2008، تعززت في إطار استراتيجية “الجيل الأخضر 2020-2030” التي تضع الاستدامة والتنافسية في صلب أولوياتها، وتشمل هذه المواكبة دعم عمليات الغرس وتجديد الحقول، واقتناء المعدات الفلاحية الحديثة، وتطوير وحدات التلفيف والتخزين، إلى جانب تشجيع استعمال تقنيات السقي المقتصد في الماء والاعتماد على أصناف أكثر إنتاجية وتحملا للتقلبات المناخية، كما تستفيد السلسلة من برامج الحماية من مخاطر البرد والصقيع عبر تجهيزات متطورة وتأمينات فلاحية متعددة المخاطر.

ويجمع الخبراء على أن تطوير هذا القطاع يتطلب مقاربة شمولية تجمع بين تثمين المنتوج وتحسين الجودة وربط حلقات الإنتاج والتوزيع والتسويق، بما يعزز تنافسيته في الأسواق الوطنية والدولية، كما تشكل التغيرات المناخية وتراجع الموارد المائية تحديات رئيسية تستدعي حلولا مبتكرة قائمة على التدبير المستدام للمياه واعتماد الرقمنة في الممارسات الزراعية.

وفي هذا السياق، يشكل الملتقى الوطني للتفاح محطة أساسية لتقاسم الخبرات ومواكبة التحولات التقنية والتنظيمية في هذا القطاع الحيوي، وتنعقد الدورة الخامسة من هذا الملتقى بإقليم ميدلت من 15 إلى 19 أكتوبر 2025، تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، وبشعار “التدبير المستدام للموارد المائية.. أساس تنمية سلسلة التفاح بالمناطق الجبلية".

ويشارك في هذه الدورة مسؤولون حكوميون ومنتخبون ومهنيون وخبراء، إلى جانب أكثر من 175 عارضا يمثلون التعاونيات والمؤسسات الفلاحية، ويتضمن البرنامج معارض وورشات علمية وندوات حول تثمين المنتوج ورقمنة الممارسات الزراعية، إضافة إلى أنشطة فنية وثقافية تسلط الضوء على التراث المحلي لميدلت، في احتفاء خاص بثمار التفاح التي أصبحت رمزاً للتنمية الجبلية المستدامة.