اقتصادكم
واصلت أسعار الذهب مكاسبها القوية نهاية الأسبوع، لتتجاوز حاجز 4300 دولار للأوقية مسجلة مستوى تاريخيا جديدا، وسط مخاوف متزايدة بشأن استقرار البنوك الإقليمية الأميركية وتصاعد التوترات التجارية بين واشنطن وبكين.
وبحلول صباح الجمعة، ارتفع الذهب الفوري بنسبة 0.8% إلى 4359.31 دولار للأوقية، بعدما لامس ذروته الجديدة عند 4378.69 دولار، في حين صعدت العقود الآجلة لشهر دجنبر بنحو 1.6% إلى 4372.10 دولار.
وخلال الأسبوع، حقق المعدن النفيس قفزة تقارب 8.6%، وهي الأفضل منذ شتنبر 2008، بدعم من تزايد الرهانات على خفض قريب لأسعار الفائدة الأميركية، وتنامي الإقبال على الأصول الآمنة في ظل الغموض الاقتصادي العالمي.
ويرى محللون أن الزخم الحالي قد يدفع الذهب نحو مستوى 4500 دولار للأوقية خلال الأسابيع المقبلة، خاصة إذا استمرت المخاوف من هشاشة النظام المصرفي الأميركي وتصاعد الاحتكاكات التجارية مع الصين.
وفي هذا السياق، اتهمت بكين واشنطن بـ"إثارة الذعر" بشأن القيود المفروضة على صادرات المعادن النادرة، رافضةً التراجع عن إجراءاتها، ما زاد من حدة التوتر التجاري بين القوتين الاقتصاديتين.
من جانبه، أبدى كريستوفر والر، عضو مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، دعمه لخفض جديد في أسعار الفائدة، في وقت تتزايد فيه المؤشرات على تباطؤ سوق العمل الأميركية. وتترقب الأسواق اجتماع الفيدرالي المقرر في 29 و30 أكتوبر، حيث يُتوقع خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مع احتمال خفض إضافي في دجنبر.
ويواصل الذهب، وهو أصل خالٍ من العائد، مساره التصاعدي مدفوعاً بمجموعة من العوامل أبرزها عمليات الشراء المكثفة من البنوك المركزية، واستمرار سياسات إلغاء الدولرة، وارتفاع التدفقات نحو صناديق الاستثمار المتداولة بالذهب.
ويرجح خبراء أن يظل المعدن النفيس في دائرة الضوء خلال الفترة المقبلة، باعتباره الملاذ المفضل للمستثمرين في عالم يتسم باضطراب اقتصادي متزايد وعدم يقين جيوسياسي متصاعد.