اقتصادكم
في خطوة استراتيجية لتنويع مصادر الطاقة وتعزيز الاستقلالية الطاقية، أعلنت البرتغال رسميًا المضي قدمًا في مشروع الربط الكهربائي مع المغرب، باستثمارات تُقدّر بـ400 مليون يورو (نحو 461.6 مليون دولار). ويُرتقب أن يشكّل هذا الربط خطوة مفصلية في التعاون العابر للقارات، خصوصًا مع تنامي الحاجة إلى الطاقة المتجددة والتخزين الذكي في ظل أزمة الطاقة العالمية.
وقالت وزيرة البيئة والطاقة البرتغالية، ماريا دا غراسا كارفالو، إن المشروع يهدف إلى تحويل المغرب إلى شريك طاقي موثوق للبرتغال، بعد أن واجهت خطط الربط مع فرنسا صعوبات وتعثرًا لسنوات، ما دفع لشبونة إلى مراجعة خياراتها والانفتاح على الربط جنوبًا.
وأضافت أن الربط مع المغرب سيواكب أيضًا خطط البرتغال لزيادة قدرتها على تخزين الطاقة، من 13 ميغاواط حاليًا إلى 750 ميغاواط، عبر استثمارات في البطاريات وتطوير التحكم في تدفقات الشبكة الكهربائية.
وترى الحكومة البرتغالية أن التعاون مع المغرب لا يقتصر على البنية التحتية فحسب، بل يشمل مجالات أوسع تشمل تقنيات التخزين، والهيدروجين الأخضر، وربط الشبكات الأوروبية عبر إسبانيا.
ويُنتظر أن يدعم المشروع صادرات الكهرباء البرتغالية في فترات الفائض، مقابل الاستفادة من الطاقة المتجددة المغربية المنخفضة التكلفة خلال فترات الذروة، في خطوة تواكب أهداف الحياد الكربوني التي تطمح البرتغال إلى تحقيقها بحلول 2045.
وأكدت الوزيرة أن المغرب يمثّل اليوم خيارًا "جيوسياسيًا موثوقًا"، بفضل وفرة إنتاجه من الكهرباء الخضراء من الطاقة الشمسية والريحية، مما يجعله منصة مثالية للتعاون الطاقي العابر للقارات.