الجفاف وغلاء الأعلاف يهويان بإنتاج الحليب

آخر الأخبار - 22-09-2022

الجفاف وغلاء الأعلاف يهويان بإنتاج الحليب

 

اقتصادكم
 
انخفضت الكميات المنتجة من الحليب بنسبة وصلت إلى 50% ببعض مناطق المملكة، بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف وموجة الجفاف، أمام مطالبة للمنتجين بالرفع من أسعار هذه المادة الأساسية.
 
وتراجع إنتاج الحليب بنسبة تتراوح بين 40 إلى 50%، بسبب جائحة كورونا وتداعياتها في فترة أولى، ثم بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية والحرب الروسية الأوكرانية، التي تسببت في ارتفاع أسعار الأعلاف والمواد الأولوية، ثم بسبب التغير المناخي وحالة الجفاف التي ضربت المملكة خلال الموسم الفلاحي الأخير.
 
وتأثر الفلاحون و"الكسابة"، خاصة الصغار منهم، من ارتفاع أسعار الأعلاف الموجهة إلى الأبقار، إذ تشكل لوحدها 70% من تكلفة إنتاج الحليب، إذ قفز سعر الكيلوغرام الواحد من العلف من 2.5 درهم إلى 5 دراهم، أي بالضعف، نتيجة لارتفاع أسعار الصوجا والذرة، التي تعد مكونا أساسيا في صناعة الأعلاف، وهو نفس المشكل الذي يواجه مربي الدواجن.
 
واضطر عدد من الفلاحين و"الكسابة" إلى تخفيض عدد رؤوس المواشي بـ 50% أو أكثر، بسبب عدم قدرتهم على توفير مصاريف تربية المواشي والأعلاف، علما أن البقرة الواحدة كانت تستهلك قبل جائحة كورونا قرابة 80 درهم من العلف في اليوم، وبعد ارتفاع أسعار هذه الأعلاف أصبح إطعام البقرة الواحدة يكلف ما بين 100 و110 دراهم في اليوم، مما يتسبب في تقليص هامش ربح الفلاح بشكل كبير، بدون احتساب تكاليف أخرى يتحملها "الكساب".
 
وزادت موجة الجفاف في تعقيد الأمور، مما اضطر عددا من "الكسابة" إلى إعلان إفلاسهم وإغلاق مزارعهم، بينما عمد آخرون إلى تقليص عدد رؤوس الأبقار إلى النصف أو أكثر، وهو الأمر الذي سينعكس على أسعار المواشي التي ستشهد انخفاضا خلال الفترة المقبلة.
 
ورغم دعم الدولة للأعلاف، التي يزيد ثمنها عن 2.8 درهم للكيلوغرام، إلا أن "الكسابة" يشتكون من تقلص هامش ربحهم إلى مستويات غير مسبوقة، بل منهم من أصبح يبيع الحليب للشركات بنفس ثمن الإنتاج أو بالخسارة.
 
وارتفعت كلفة إنتاج اللتر الواحد من الحليب من 3 إلى 5 دراهم، ويصل ثمن بيعه إلى الشركات إلى 4 دراهم أو 5 دراهم كحد أقصى.
 
وكان محمد صديقي، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، قد أكد الأسبوع الماضي أمام أعضاء المهمة الاستطلاعية المؤقتة حول شبكات توزيع وتسويق المنتجات الفلاحية، أن المغرب حقق حاليا 96% من الاكتفاء الذاتي من الحليب، وأشار إلى أن معدل الاستهلاك يبلغ 74 لترا للفرد في السنة.
 
واعتبر صديقي أن سلسلة الحليب تعتبر نموذجا في التنظيم وضبط مسالك التوزيع ومراقبة الجودة، مؤكدا أن 260 ألف "كساب" منتج للحليب، يعود لهم الفضل في تحقيق هذه النتيجة، حيث يسهر هؤلاء على العناية بـ1.8 ملايين رأس من أبقار الحليب، وأشار إلى أن المملكة تتوفر على ألفين و700 مركز لجمع الحليب.