اقتصادكم
يواصل المغرب تمتين روابطه الاستراتيجية مع الشركاء الأوروبيين، وفي مقدمتهم ألمانيا، فالعلاقات الثنائية بين البلدين لم تعد تقتصر على المبادلات التجارية التقليدية، بل تحولت إلى تعاون هيكلي يعكس رؤية مشتركة لتحقيق الازدهار المشترك والتحول الإيكولوجي والابتكار التكنولوجي.
وفي هذا السياق، كشف كريم زيدان، الوزير المنتدب المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، خلال حفل افتتاح مكتب الاتحاد الفيدرالي الألماني للمقاولات الصغرى والمتوسطة (BVMW) بالرباط، عن معالم جديدة لهذه الشراكة، التي تتخذ طابعا استراتيجيا ومستداما.
وأكد كريم زيدان أن العلاقات المغربية-الألمانية ترتكز على تقاطع في الرؤى والقيم، مشيرا إلى أن البلدين يتقاسمان طموحات مشتركة نحو الابتكار، والانتقال الطاقي، والنمو المستدام، وذكر بالبيان المشترك الصادر في غشت 2022، وإطار التعاون الموقع في دجنبر 2023، كمحطات مفصلية تعكس إرادة الطرفين في الارتقاء بالعلاقات إلى مستوى أعمق وأكثر هيكلة.
ويرى زيدان أن افتتاح مكتب الـ BVMW يشكل منصة عملية تجمع المقاولين من المغرب وألمانيا، لتبادل الخبرات وبناء مشاريع مشتركة، واعتبر أن هذه الخطوة تعكس الرغبة المشتركة في خلق جسور بين الاقتصادين، وتطوير شراكات مربحة ترتكز على الابتكار، في وقت يتجه فيه العالم نحو نماذج تنموية جديدة.
وأبرز المسؤول الحكومي أن المغرب رسخ مكانته كشريك موثوق يتوفر على مؤهلات كبيرة، خصوصا فيما يتعلق بإزالة الكربون من سلاسل الإنتاج الأوروبية، وأضاف أن المملكة مؤهلة للعب دور فاعل في الانتقال الطاقي الألماني بفضل مشاريعها في الطاقات المتجددة، وارتباطها الجغرافي والاستراتيجي بإفريقيا وأوروبا.
وأوضح زيدان أن المغرب تمكن من التموقع كوجهة استثمارية مفضلة بفضل إصلاحات هيكلية طالت مناخ الأعمال والقطاعات الصناعية المستقبلية، وأبرز التقدم المحقق في مجالات السيارات، والطيران، والتكنولوجيات المتقدمة، مما يجعل من المملكة قطبا تنافسيا في المنطقة.