اقتصادكم
مع اقتراب نهاية شهر أكتوبر الذي يعد مفصليا لانطلاق الموسم الفلاحي، يسود قلق متزايد بين الفلاحين في مناطق متعددة من المملكة إزاء تأخر التساقطات المطرية، إذ من المفترض أن يتلو ذلك مباشرة موسم الحرث والبذر، لكن الأرض الجافة حتى الآن تضع الفلاحين أمام رهانات كبيرة على قدرة الموسم على الانطلاق بنجاح.
وفي هذا الصدد قال أحد المهنيين في القطاع الفلاحي، في تصريح لموقع "اقتصادكم": "نحن نلمس أن الأمطار لم تأت في وقتها المعتاد، وهذا يضعنا أمام ضغط كبير، خاصة أن الأرض تحتاج إلى رطوبة أولية لتهيئة البذور، وإذا استمر هذا التأخر، فسنكون أمام خسائر محتملة في المساحات المزروعة والإنتاج".
وأضاف أن الحالة التي تشهدها بعض المناطق الداخلية أكثر خطورة، حيث أن اعتماد الفلاحين فيها على الزراعة البورية (بدون ري) يجعلهم أكثر هشاشة أمام مثل هذه التأخيرات.
وبحسب بيانات وزارة الفلاحة، فإن المعدل السنوي للتساقطات في السنوات العادية يراوح بين 300 و400 مليمتر في معظم المناطق الزراعة المطرية، بينما في مواسم الجفاف يسجل انخفاض كبير، أحيانا بأكثر من 40 إلى 50٪، كما أن مستوى ملء السدود الزراعية كان قد بلغ حوالي 30٪ فقط في نهاية الموسم السابق.
وفي هذا السياق يشير بعض الفلاحين إلى أن التأخير الحالي قد يدفع إلى تقليص المساحات المزروعة أو التأخر في الزرع، مما قد يؤدي إلى تراجع الإنتاج الوطني للحبوب، ومع اعتماد السياسات الزراعية على موسم منتظم، فإن أي اضطراب في بداية الموسم قد ينعكس مباشرة على الأمن الغذائي وتوازن العرض المحلي للأسعار.
ويترقب الفلاحون أن تكسر الأمطار جمودها خلال الأسابيع القليلة المقبلة، أملا في انطلاقة مواتية لموسم 2025/2026، مع دعوة مطلقة إلى الجهات المعنية بالإسراع في اتخاذ تدابير إنقاذية مثل دعم الري المحلي أو تقديم مساعدات للبذور والتجهيزات الزراعية للمنطقة ذات التأثر الأكبر.