اقتصادكم - أسامة الداودي
عبر الرئيس التنفيذي لشركة “كاش بلوس”، نبيل عمار، عن اعتزازه الكبير بالنجاح اللافت الذي حققته عملية الاكتتاب الأخيرة، بعدما جذبت أكثر من 70 ألف مستثمر، معتبرا أن هذا الإقبال الاستثنائي يعكس الثقة المتنامية في الشركة ومسارها الاستراتيجي.
وأكد نبيل عمار، الجمعة، خلال مشاركته في ندوة حملت عنوان "Cash Plus.. استراتيجية Cash Plus وآفاق التطوير"، على هامش معرض الادخار المنظم من قبل جريدة Finance News Hebdo، أن التحضير لهذه العملية استغرق عاما كاملاً، وأن الفريق كان يتوقع اهتماما واسعا بالنظر إلى الدينامية التي يشهدها السوق خلال الأشهر الأخيرة، رغم المنافسة القوية التي فرضتها عمليات اكتتاب وزيادة رأسمال أنهكت شريحة من المستثمرين.
وأورد عمار أن الوصول إلى عشرات الآلاف من المساهمين الجدد يمثل محطة فارقة في مسار الشركة، مشيراً إلى أنه كان يتوقع في البداية أرقاما أقل بكثير، لكن الانتشار السريع للاكتتاب كشف قوة العلامة وثقة الجمهور.
وأضاف أن "كاش بلوس" لن تغير اتجاهها الاستراتيجي، بعدما انتقلت خلال السنوات العشر الأخيرة من مرحلة عائلية بسيطة إلى مؤسسة ذات طابع مؤسساتي راسخ، "وهي مرحلة جرى التحضير لها منذ أول عملية فتح رأسمال سنة 2014، ثم 2018 و2022، ما أكسب المؤسسة خبرة كبيرة في التعامل مع فئات واسعة من المستثمرين" على حد تعبيره.
وشدد الرئيس التنفيذي للمؤسسة المالية على أن عدداً كبيرا من المواطنين لا يدركون بعد حجم التحول الذي شهدته “كاش بلوس”، إذ لا يزال كثيرون يحصرون نشاطها في خدمات تحويل الأموال فقط، سواء في المدن الكبرى أو في الأحياء الشعبية والمناطق القروية.
وأوضح أن الشركة عملت خلال السنوات الماضية على إعادة تعريف ذاتها وتطوير هويتها، عبر توسيع مجالات عملها وتغيير نموذجها بشكل جذري.
عمار، تحدث عن التحولات العميقة التي عرفتها الشركة منذ تأسيسها سنة 2004، إذ بدأت كمقاولة عائلية صغيرة تدير شبكة محدودة من خدمات تحويل الأموال، قبل أن تدخل سنة 2015 في مرحلة انتقالية كبرى بعد استقبال صندوق استثماري، ما شكل نقطة تحول رئيسية نحو بناء مؤسسة أكثر مرونة وقدرة على التكيّف.
وبين أن هذه المرحلة شهدت إنشاء منصة تكنولوجية متطورة لإدارة العمليات والشركاء، وهو ما منح “كاش بلوس” هوية فريدة باعتبارها شركة “FinTech” تقدم خدمات مالية عبر التكنولوجيا.
وأشار المصدر عينه إلى أن الشركة وسّعت خلال السنوات الأخيرة مجال خدماتها بشكل جعل من وكالاتها سوقاً متكاملة للخدمات المتنوعة، تُدار عبر نظام حصري تُقدمه الوكالات وفق قانون القطاع.
ولفت إلى أن نقطة البيع تمثل بالنسبة للشركة حجر الأساس في نموذجها، إذ تعمل على رفع مردودية كل وكالة ومنحها أكبر عدد من الخدمات الممكنة، وهو ما جعلها تختلف عن بقية الفاعلين.
كما ذكر أن 45% من شبكة “كاش بلوس” تعتمد على نظام الامتياز، حيث اختار أكثر من 3500 مقاول الانخراط في العلامة، واستثمار مواردهم الخاصة في تطوير الوكالات، وهو ما يجعل هؤلاء الشركاء “العميل الأول” للمؤسسة، بالنظر إلى دورهم الحيوي في النموذج الاقتصادي للشركة.
وأضاف أن التفكير لاحقا انصب على الزبون النهائي، عبر توسيع الخدمات المتاحة في كل وكالة، مما يتيح فرصاً أكبر لجذب العملاء وتحقيق مبيعات مكملة (cross-selling)، وهو ما اعتبره أحد أعمدة نجاح الشركة، لأن القيمة الحقيقية، على حد تعبيره، تكمن في الخدمات التي تُلهم الزبون لاستعمال خدمات أخرى داخل نفس الوكالة.
وتوقف المتحدث عند دور “كاش بلوس” في مسار الرقمنة بالمغرب، مؤكداً أن المملكة تعرف تحولا رقميا متسارعا، وأن الشركة تعمل على ضمان رقمنة شمولية لا تُقصي الفئات التي تعاني ضعف الإدماج الرقمي، خصوصاً سائقي سيارات الأجرة وسكان المناطق النائية.
وقال إن المؤسسة تحمل مسؤولية مرافقة المواطنين في هذا الانتقال، بفضل شبكتها الواسعة التي تمنح خدمات قريبة وموثوقة.
وبخصوص محركات النمو خلال السنوات المقبلة، كشف أن “كاش بلوس” تعتمد على أربعة محاور رئيسية، تتمثل الأولى في شبكة الوكالات وصاحب الامتياز، الذين يعتمد نموذجهم الاقتصادي على اقتطاعات قد تصل إلى 70% أو 98% من عمولات المعاملات، بينما يتجلى المحور الثاني في الزبون النهائي، سواء عبر الوكالات أو المنصات الرقمية.
وتابع أن المحور الثالث متمثل في الشركاء والمؤسسات، إذ أصبحت الشركة منذ 2020 فاعلا أساسياً للدولة في عدة برامج، من بينها توزيع الإعانات وإعادة الإعمار، بينما تشكل المؤسسات العمومية، المحور الرابع والأخير، حيث تمثل “كاش بلوس” قناة لصرف 45% من الدعم الاجتماعي المباشر الموجّه للأسر المستفيدة.