خريطة طريق جديدة تعزز التعاون المغربي–الباراغوياني في مجالات حيوية متنوعة

آخر الأخبار - 10-11-2025

خريطة طريق جديدة تعزز التعاون المغربي–الباراغوياني في مجالات حيوية متنوعة

اقتصادكم

 


تواصل الدبلوماسية المغربية تعزيز حضورها في القارة الأمريكية، مع التركيز على شراكات استراتيجية تفتح آفاق التعاون مع الباراغواي. 

المبادرات الجديدة تستهدف قطاعات الطاقة النظيفة، الزراعة، الأمن الغذائي، وتبادل الاستثمارات، بما يعكس الطموح المغربي لتوسيع شبكة شراكاته الدولية.

شراكات استراتيجية لتعزيز التعاون المغربي–الباراغوياني

وفي حوار أجرته صحيفة “إل ناسيونال” مع السفير المغربي لدى الباراغواي، بدر الدين عبد المومني، أكد الأخير أن العلاقات الدبلوماسية بين المغرب والباراغواي تتجاوز ستين عاماً، مشيرا إلى أن افتتاح السفارة المغربية في أسونسيون قبل تسع سنوات شكل نقطة تحول أساسية، إذ توسع التعاون ليشمل المجتمع المدني والجامعات ووسائل الإعلام.

وتابعت الصحيفة نقلا عن السفير المغربي أن المغرب والباراغواي يعتمدان خريطة طريق للفترة 2025-2028، تمثل مرحلة جديدة “أكثر نضجاً واستراتيجية” في العلاقات الثنائية، مشيراً إلى أن المغرب، كثاني أكبر مستثمر في القارة الإفريقية، يفتح آفاق تعاون واعدة تشمل الجوانب الاجتماعية والإنسانية والأمن والتنمية المستدامة.

وواصل عبد المومني قائلا إن خريطة الطريق الجديدة تركز على قطاعات ذات أولوية تشمل النقل، اللوجستيك، الأمن، الأمن الغذائي، السياحة، والطاقة المتجددة، مشيراً إلى أن العديد من المشاريع انطلقت فعلاً بفضل خريطة الطريق السابقة الموقعة سنة 2016، وأن المغرب يقدم منحاً دراسية وبرامج تدريبية للدبلوماسيين الشباب لتعزيز التقارب بين رجال الأعمال.

الطاقة والزراعة محور المبادرات المشتركة

كما تطرق في حديثه للصحيفة لفتح السوق المغربية أمام لحوم الباراغواي، مؤكداً أن هذه الخطوة تشكل نقطة انطلاق لتوسيع نشاط المجازر الوطنية وتعزيز المبادلات التجارية الثنائية، رغم حداثتها، ما يعكس مستوى الثقة المتبادلة بين البلدين.

وأبرز أن التكامل في مجال الطاقة بين المغرب والباراغواي يمثل فرصة استراتيجية، إذ تنتج الباراغواي طاقة نظيفة بنسبة 100% وتسعى لتنويع مصادرها عبر الطاقة الشمسية والريحية، في حين يعد المغرب رائداً عالمياً في الطاقات المتجددة والاستثمار في الهيدروجين الأخضر، ما يفتح فرصاً لتبادل الخبرات وتنفيذ مشاريع مشتركة.

وذكر في شرح التعاون الزراعي، موضحاً أن المغرب أكبر منتج عالمي للفوسفاط ومشتقاته من الأسمدة، وهي مواد أساسية يمكن أن تساعد الباراغواي على استغلال طاقتها الفلاحية بشكل كامل، بما يضمن إنتاج الغذاء لعدد كبير من السكان، مشيراً إلى أن هذا التكامل يمثل نموذجاً واضحاً للشراكة الاقتصادية.

وأوضح أن العلاقات الثنائية بين المغرب والباراغواي تندرج ضمن إطار التعاون جنوب–جنوب، الذي يعد ركيزة أساسية في السياسة الخارجية للمغرب، مضيفاً أنه عايش ثلاثة حكومات باراغوايانية وسبعة وزراء خارجية، دون أن تتأثر العلاقات، بل تعززت بشكل مستمر.

خريطة الطريق 2025-2028 توجه الاستثمارات والمشاريع

وزاد موضحا أن خريطة الطريق 2025-2028 ستشكل أساس أجندة عمل جديدة، تهدف إلى تحويل الدبلوماسية إلى مشاريع ملموسة، واستثمارات متبادلة، وشراكة استراتيجية طويلة الأمد تتجاوز نطاق التعاون التقليدي، مؤكداً أن العلاقات المغربية-الباراغويانية تتجه نحو آفاق واعدة ومستقبل متكامل.

وواصل السفير التأكيد بأن هذه المبادرات تمثل نموذجاً للتعاون جنوب–جنوب، يمكن أن يستفيد منه البلدان في مختلف المجالات الاقتصادية والاجتماعية، مضيفاً أن التنسيق المستمر بين الجانبين يعكس التزامهما بتحقيق شراكة متينة ومستدامة تخدم مصالحهما المشتركة.

واعتبر أن العلاقات المغربية–الباراغويانية اليوم تتجاوز التعاون الحكومي التقليدي لتشمل المجتمع المدني، الجامعات، رجال الأعمال، ووسائل الإعلام، مؤكداً أن هذا التوسع يعزز الروابط التاريخية ويضع أسس شراكة استراتيجية طويلة الأمد.

ولفت إلى أن المستقبل يحمل فرصاً كبيرة لتعميق التعاون بين البلدين في مجالات متعددة، خصوصاً الطاقة النظيفة، الأمن الغذائي، الزراعة، والاستثمارات المشتركة، ما يؤكد قدرة الدبلوماسية المغربية على بناء علاقات قوية ومتنوعة تتجاوز الإطار التقليدي.