اقتصادكم 

 

أعلن وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، عن إطلاق برنامج واسع النطاق يروم ربط نحو 4000 مؤسسة تعليمية قروية وجبلية بالماء والمرافق الصحية قبل متم السنة الجارية، مؤكدا أن "من غير المقبول أن تبقى أي مدرسة دون ماء أو كهرباء في المغرب الحديث".

وأوضح الوزير، خلال جلسة الأسئلة الشفهية بالبرلمان، أن عملية تأهيل المؤسسات التعليمية تتم وفق خطة مرحلية مدروسة تراعي محدودية الزمن والميزانية، حيث لا تتجاوز فترة الأشغال الفعلية شهرين فقط (يونيو وغشت) من كل عام، باعتبارها فترة العطلة الدراسية التي تتيح تنفيذ الأشغال دون تعطيل الدراسة، وأضاف أن الوزارة تقوم سنويا بتأهيل ما يقارب 2500 مؤسسة تعليمية، وهو ما يتطلب استثمارا يناهز 1.6 مليار درهم سنويا.

وشدد الوزير على أن تسريع وتيرة التأهيل يتطلب مضاعفة الميزانية الحالية، معتبرا أن تأهيل آلاف المدارس التي لم تخضع لأي إصلاح منذ عقدين في ظرف لا يتعدى خمس سنوات يمثل “إنجازا واقعيا” في ظل الإمكانيات المتاحة، كما أشار إلى أن كل مشروع تأهيل يشكل ورشا مستقلا يتطلب تتبعا دقيقا لمواكبة الصفقات وضمان الجودة وتوفير التجهيزات الضرورية.

وأبرز الوزير أن هذا البرنامج يندرج في إطار الرؤية الاستراتيجية لإصلاح المدرسة العمومية، التي تراهن على ضمان تكافؤ الفرص بين التلاميذ في المجالين الحضري والقروي، وتحسين ظروف التمدرس وجودة الحياة المدرسية، وأوضح أن توفير الماء والكهرباء والمرافق الصحية يشكل الركيزة الأساسية لأي إصلاح تربوي ناجح، لأن التعليم لا يمكن أن يحقق أهدافه في مؤسسات تفتقر إلى الحد الأدنى من البنيات التحتية والخدمات الأساسية.

وفي السياق ذاته، أكد المسؤول الحكومي أن الوزارة تعمل بتنسيق وثيق مع وزارة الداخلية والجماعات الترابية والمؤسسات العمومية لتعبئة الموارد المالية واللوجستية الضرورية، إلى جانب إشراك القطاع الخاص في دعم عمليات التأهيل والصيانة المستدامة، كما شدد على أن الاستثمار في البنية التحتية التعليمية لا يعد مجرد إنفاق اجتماعي، بل هو استثمار اقتصادي طويل المدى يساهم في رفع جودة الرأسمال البشري وتعزيز التنمية المحلية في المناطق النائية.