اقتصادكم - عبد الصمد واحمودو
يواصل المغرب تسجيل أرقام متصاعدة في القطاع السياحي، الذي يعيش ازدهارا ونشاطا غير مسبوق. فقد استقبل المغرب 18 مليون سائح عند متم شهر نونبر الماضي، وهو إنجاز تاريخي يتجاوز إجمالي عدد السياح المسجل خلال سنة 2024 بأكملها بأكثر من 600 ألف سائح إضافي، وفقا لما جاء في بلاغ صادر عن وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
هذا الأداء الاستثنائي يؤكد دينامية القطاع، إذ سجل نموا بنسبة 13,5% مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية، وساهم في هذا النمو تنوع العرض السياحي الذي يضع رهن إشارة الزوار مجموعة واسعة من الوجهات والخدمات الترفيهية.
وفي هذا السياق، تُعد منطقة إمليل بإقليم الحوز إحدى الوجهات المفضلة لعشاق السياحة الجبلية والطبيعة، حيث تشهد إقبالا كبيرا من طرف السياح المغاربة والأجانب خلال هذا الوقت من السنة، خاصة مع اكتساء جبال المنطقة بالثلوج، على غرار مناطق أخرى معروفة بهذا النشاط السياحي مثل أوكايمدن.
بعد كوفيد 19… الزلزال أثر على السياحة
من بين العوامل التي تدفع السياح لزيارة إمليل خلال هذه الفترة من السنة، رغبتهم في تسلق جبل توبقال.والاستمتاع بالمناظر الخلابة والألوان الجذابة لمنطقةةإمليل، وحول الإقبال في هذه الفترة الشتوية، أوضحت جاكلين براند، صاحبة دار ضيافة، في تصريح لـ"اقتصادكم" أن "قطاع السياحة في إمليل استعاد جزءاً من نشاطه بعد جائحة كوفيد 19، وبعد مرور 11 شهراً على الزلزال". وأضافت: "صحيح أن عامي 2023 و2024 كانا متوسطين جداً، لأن الناس، كما تعلمون، لم يرغبوا في زيارة منطقة متضررة من الزلزال".
وأكدت الفاعلة السياحية قائلة: "في الحقيقة، منطقة إمليل لم تتضرر بشكل مباشر، لكننا تأثرنا مع ذلك بتراجع الحركة السياحية".
وأشارت جاكلين إلى أن النشاط السياحي تأثر أيضا بما وصفته بـ"التوسع المفرط في بناء دور الضيافة"، معتبرة أنه "أشبه بظاهرة التقليد أو "تأثير المرآة"، فالجميع يريد اليوم فتح دار ضيافة"، وهو ما أدى، بطبيعة الحال، إلى تقلص حصة الزبائن لكل مؤسسة، إضافة إلى أن الأسعار باتت تبدأ من 50 درهما فقط، في غياب سياسة تسعير واضحة، مما خلق نوعا من الفوضى. لكن، تضيف المتحدثة: "على أي حال، اشتغلنا نحن بشكل جيد هذه السنة، وكانت سنة 2025 جيدة إلى حد كبير".
وعبرت جاكلين عن أسفها قائلة: "مع تزايد دور الضيافة والمباني الجديدة، أعتقد أن الوادي بدأ يفقد جماله؛ فالمباني الأصيلة تُنسى، وتُنسى معها الهوية الأمازيغية".
كما حذّرت براند من أن التوسع العمراني الذي تعرفه دور الضيافة في إمليل "سيُسبب مشاكل مستقبلية، لأن القرى غير مجهزة بشبكات للصرف الصحي".
الثلوج… محفز سياحي ومصدر للمياه
وفي ما يتعلق بالإقبال السياحي خلال الفترة الشتوية التي تكتسي فيها المنطقة وجبالها البياض، أكدت جاكلين براند أن "تساقط الثلوج يجذب عددا كبيرا من الزوار. فبمجرد نزول الثلوج، نلاحظ ارتفاعا مهما في عدد الزبائن الراغبين في زيارة المنطقة. لذلك، فالثلوج عامل جذب حقيقي، وأتمنى أن نحظى بالمزيد منها، لأنها ضرورية لاحتياطاتنا من الماء".