اقتصادكم - أسامة الداودي

كشف عادل الدويري، الرئيس المؤسس لمجموعة Mutandis، أن الشركة اليوم تعد الفاعل الأول في السوق الأمريكية في قطاع السردين المعلب، إذ تستحوذ على 25% من الحصة السوقية في كامل الولايات المتحدة. 

وبيّن عادل الدويري، الخميس، خلال مشاركته في ندوة حملت عنوان "Mutandis.. الإستراتيجية وآفاق التطوير"، على هامش معرض الادخار الذي تنظمه جريدة Finance News Hebdo، أن أسعار علب السردين في السوق الأمريكية مرتفعة للغاية مقارنة بالسوق المغربي، إذ يصل ثمن العلبة إلى نحو 30 درهماً (3 دولارات)، ما يسمح للشركة بتمرير جزء من كلفة نقص الكميات عبر الأسعار دون التأثير في الطلب.

وفي المقابل، أوضح مؤسس شركة Mutandis، أن القطاعات التي حققت أداء جيداً خلال السنة هي قطاعات مواد التنظيف والنظافة المنزلية، حيث تُعد شركته واحدا من ثلاثة فاعلين رئيسيين في السوق المغربية، إلى جانب شركة Procter & Gamble الأمريكية وشركة مغربية من الجديدة تُسوق علامتي "Mio" و"Zen"، مؤكدا أن هذا القطاع يشهد نمواً متواصلا ويحقق نتائج إيجابية.

وبخصوص الموارد المائية في منطقة إفران، أقر الدويري بغياب، أي مؤشرات مقلقة، إذ كان مستوى التساقطات والثلوج خلال خريف 2024 وشتاء 2025 كافيا جداً. 

كما أبرز أن شركته تستغل موردا مائيا يتدفق طبيعياً من منطقة "أسليما" نحو سد "بوقسمين"، وأن وفرة الماء والضغط الطبيعي الناتج عن الانحدار الكبير للمنطقة، إضافة إلى أن الشركة لا تستغل سوى 15% من صبيب العين وتترك 85% منه ليواصل طريقه نحو السد، يجعل الموارد حالياً في وضع آمن.

وفيما يتعلق بالسردين، قال الدويري إن المغرب يضم في الواقع مجموعتين بيولوجيتين منفصلتين من السردين: مجموعة آسفي–الصويرة، ومجموعة بوجدور–الداخلة وصولاً إلى موريتانيا. 

وأورد أن النقص المسجّل يخص المجموعة الثانية، بينما لا تزال مجموعة آسفي وفيرة وموجودة بقوة.

ومن حسن الحظ، يتابع الدويري، أن مصانع Mutandis توجد كلها في آسفي، مما يسهّل عملية التزويد ولو بتكلفة أعلى.

كما كشف أن الشركة اتجهت إلى تعزيز إنتاج "الماكرو" نتيجة وفرة هذا الصنف، موضحاً أن هذا السمك، الذي يُعد وسطاً بين السردين والتونة، كان حاضراً بكميات كبيرة خلال الموسم. 

وصرح بأنه ابتداءً من يناير المقبل سيجد المستهلكون في المتاجر منتوجات "Marine Maquereau" إلى جانب "Marine Sardine"، في إطار إعادة توازن تشكيلة المنتجات بما يتلاءم مع العرض البحري المتوفر.

كما ذكّر الرئيس المؤسس لمجموعة Mutandis، بأنها مجموعة صناعية مغربية وطنية، متخصصة حصراً في إنتاج المواد ذات الاستهلاك الواسع. 

وتشمل هذه الفئة، وفق الدويري، المنتجات الغذائية، ومواد النظافة المنزلية، ومواد العناية الشخصية، إضافة إلى منظفات مختلفة.

كما ذكر أن المجموعة تمتلك إحدى عشرة وحدة صناعية داخل المغرب، ويشتغل بها نحو أربعة آلاف متعاون، فيما يتراوح رقم معاملاتها بين 2.2 و2.3 مليار درهم، مع الإشارة إلى أن نصف هذا الرقم يُنجَز خارج المغرب، ذاكرا أن الشركة مدرجة في البورصة منذ 18 دجنبر 2018.

وفي حديثه عن القطاعات التي أدّت أداء جيداً خلال سنة 2025 مقابل تلك التي واجهت صعوبات، أبرز الدويري أن هذه السنة كانت مقبولة إجمالاً، رغم أنها شهدت حادثاً صناعيا مهما في مصنع المياه التابع للشركة بمنطقة بوكسيم على طريق آيت عجروم، وهو المصنع الذي ينتج مياه "عين إفران".

وأفاد الدويري بأن المصنع ذاته تعرض لمشاكل تقنية أجبرته على التوقف من 15 دجنبر إلى 20 مارس، ولا يزال يعمل إلى حدود اليوم بطاقة لا تتجاوز ثلثي قدرته، على أن يعود إلى طاقته الكاملة ابتداءً من سنة 2026 بعد الانتهاء من إصلاحه نهائياً. 

ومع ذلك، اعتبر أن هذا العطب، رغم كلفته، كان "حادثاً بلا تبعات"، لأنه دفع الشركة إلى طلب تركيب خط إنتاج جديد بالكامل سيُسهم في رفع وتيرة الإنتاج.

وأفاد الدويري بأن مياه "عين إفران" تشهد طلبا مرتفعاً جدا لدى المستهلكين بفضل انخفاض نسبة الملح فيها، إذ تُعد من أقل المياه المعدنية في المغرب احتواءً على الصوديوم، وهو ما يجعل العرض غير قادر على تلبية حجم الطلب في العديد من الأوقات. 

ومع دخول الخط الجديد حيز التشغيل مطلع 2026، كشف المصدر ذاته "أن هذه المياه ستصبح متوفرة في نقاط بيع أكثر بكثير مما كانت عليه في السابق".