الشطر الخامس عشر من الفصل : الشيطان موجود في التفاصيل للرواية أراضي الله

لايف ستايل - 16-03-2024

الشطر الخامس عشر من الفصل : الشيطان موجود في التفاصيل للرواية أراضي الله

اقتصادكم

 

حنان لم تكن تترك أحدا يلمسها عندما أكون هناك. كانت تود أن تظهر لي احترامها، وهو ما كان يضايقني جدا، لأني كنت أود أن تتصرف على طبيعتها وتقبل بمعاشرة علي ويونس وحسن وأنا أيضا، ما لم يكن مقبولا البتة بالنسبة للصغيرة حنان. عندما أردت مقاسمتها معهم، غضبت طيلة الليل ضاجعتني كحمقاءᴉ وانتقمت من قضيبي وهي تمتص عروقه لكي اتعلم بيعها هكذا لصديقيᴉ وكان هذا درسا لي، بالرغم من كون فكرة العربدة ظلت تدغدغني كلما استحضرت صورتها وهي تنزع قفطانها وترتمي فوقي مبتلعة قضيبي. مباركة أنت يا حنان أينما كنت. على الأرض أن تشكرك لأنك خطوت عليها يوما.
 
من الممكن أن تستمر جلسة الشاي لساعتين. نحكي خلالها كل شيء للأم عايشة، نحكي عن الدراسة والعائلة، عن المشاكل المادية وعن الفتيات المتحذلقات اللواتي يرفضن أن يمسهن أحد، عن الأخ الذي يسير في اتجاه سيء مع جماعة من المرضى الذين يقضون كل وقتهم في المسجد، الأخت التي تحب، لكنها لا تستطيع الحصول على المتعة خوفا من الخطيئة وتقضي الليالي تخور مثل بقرة في الحر. الفقيه الذي يسبني كلما رأى طلعتي وشعري المسدول الطويل. باختصار، كانت الأم عايشة تطلب منا ملخص التقارير الأسبوعية " أنتم أولادي، أريد أن أعرف عنكم كل شيء، يجب أن تخبروني كل شيء. أما فيما يخص الحاج التهامي، المسكين مريض، قبل عشرين سنة، كان عشيقي، كان مجرد خرقة، ابني، بالكاد عشرة سنتيمتر، و يا ليته على الأقل، كان يمتلك القدرة على انتصاب كامل، لكنا استفدنا منه بشيء. أصبح فقيها رغم أنفه الحمار". وهكذا ينهار حصن آخر للتو، الحمار د الفقيه يستطيع أن يشتمني كما يشاء، لم يكن سوى فاشل. لم ينل من الأم عايشة غير الازدراء وعندما تبغضك هذه المرأة يجب أن تختفي من على وجه البسيطة.

بعد جلسة الشاي نتكئ على الأرائك التي تجعل الجميع يحسون بالاسترخاء. بحيث نتمدد ونحن نشاهد التلفزيون والذي كان من نوع سييرا بالأبيض والأسود، موضوعة على طاولة خضراء منقوشة على الطريقة الأمازيغية. تتربع الأم عايشة على أريكتها مثل ملكة تنتمي لعصر قديم. كانت جميلة في قفطانها الأزرق، ترفع ركبتاها قليلا وتبرز بطنها وهي مستلقية، كجارية سعيدة، لا هم تحمله. سيدة الإثارة التي تتزعم أكبر الطقوس. كما يقول الشاعر: على ضوء النجوم تبحث عن الليل، عن الزهور التي تجمعها وأنت تراها على وجه الماء، تطفو الشقراء عايشة في خمرها الطويلة، مثل زنبقة كبيرة. صدق قول الشاعر.

حان وقت العشاء، تغدو الفتيات وتجئن مثل عارضات، حاميات يلهثن، ينتظرن الليل الدامس لكي يسلمن السلاح، لم يكن عليهن تلقي الأوامر من الأم عايشة، يعرفن تماما ما عليهن فعله. " اعتنين جيدا بهؤلاء الرجال يا بنات، يجب أن يتمتعوا بالقوة لأجل هذه الليلة الكبيرة ". وتهم الفتيات بتقديم طواجن اللحم مع سبع خضراوات كما جرت العادة، وقد عبقت أرجاء البيت برائحة الأكل اللذيذ. طاجن الخضر السبعة مع لحم الخروف أو مع الدجاج، هو تخصص تبرع فيه الأم عايشة، والخضر تكون عادة بطاطس مع قرع اخضر أو كوسه وجزر وبازيلاء وبسباس أو شمر ولفت أبيض وأصفر، هكذا يقدم طعام الآلهة على مذبح اللحم مع الأم عايشة على اعتبارها شاعرة الحبᴉ لا أحد يبدأ الأكل قبل أمنا عايشة، وهي تقطع الخبز بطريقتها الخاصة، تعطي الإشارة، يزدرد الأولاد الطواجن كالمساجين، يملئون البطون ويعبون لترات من الماء وهم ينتظرون التحلية، في كل مرة كنا نحظى بنفس الفطائر مع العسل والزبدة نمرئها مع الشاي النعنع. 

يستمر الحفل لأربع ساعات أو أكثر، وهذا يعتمد على مزاج الأم عايشة، فحينما تكون في أوج نشاطها، كنت أستطيع المخاطرة بسؤالها عن ماضيها.
- ألم تتزوجي أبدا أمي عايشة؟ ولكنك فاتنة، لابد وأنك ذوبت قلوب الرجال منذ عشرين عاما خلت، ربما أطلقت العنان لرغباتك المكبوتة، من الغريب أن رجلا لم يرم عليك شباكه ليخفيك في مكان ما.
- وما أدراك أنت، أيها الوقح؟ قبل عشرين عاما، لماذا ألا أعجبك اليوم؟ محروم من العلاج هذا المساء، 
هذا سيعلمك الأدب عند التحدث إلى امرأة، تقول ضاحكة ملء الشدقين وهي تصفع بيديها فخذيها الممتلئين.

- لا، أردت أن أقول، قبل عشرين عاما كنت جميلة أكثر، وهذا حقيقي، لا تنكري، ولكن توقفي عن إهانتي أمي عايشة، وكأنه يعجبك أن تحرميني منك لأجل الرفض أو القبول، أحيانا تظلمينني، لكن أحب أن تزدريني، أحس بأني مهم مثل زوجك.
- تظن نفسك ذكي، أقسم لك، هذا المساء لن تحصل مني على شيء، والفتيات ينفجرن ضاحكات ويزدن على ما قالته بأني أستحق، جراء تشدقي الزائد عن اللزوم.
- يجب أن نربط يديه خلف ظهره، يضيف علي، هذا اللئيم يرمقني بطرف عينه، بنظرة مليئة بالخبث، عيون سكرى بالكامل وقد غرق مسبقا في الحب السفلي لحورية كانت تقدم لنا الشاي كما لو كان عسل الجنة.

- بلا مزح أمي عايشة، احك لنا قصتك، مؤكد سبق أن أحببت مرة على الأقل.
- لا، أكثر من ذلك ابني، قل عشرة على الأقل، كلهم تخلوا عني، لأني كنت أريد أن أجعلهم أفضل، تعرفون لكبير؟ نعم، العسكري الذي مات في الحرب، على الأقل كان مفيدا في شيء. كان أول من أحببت.
- كم واحدا قبله؟ فيلقا. قلت في نفسي، طبيعي أنه قضى في الصحراء، ليس لديه فرص، أقلها في أوقات التسريح... كما أن نساء الجنوب، على ما يبدو كن مختلفات، لا يفعلنها مع الغرباءᴉ كان علي قد فوت مرة أخرى فرصة الوقوع معها.
- كم واحدا تظن أمك عرفته قبل والدك؟ إذا أرت أن تعرف، أستطيع أن أقدم لك اللائحة، لن يمسكنا غيرك.
- اتركيه أمي عايشة، يظن أن أمه مازالت عذراء، لا تضاجع غير والده، تفهمين قصدي، 
- كيف تقول عذراء، مع والده ما من خطر، إنها حادثة أن تكون موجودا، إذا ما اعتمدت أمك على والدك فقط...
- ثم ماذا عن العسكري أمي عايشة؟ لدي فضول لأعرف لماذا هذا الحمار لكبير أصبح خرقة في حين يبدو أنه كان ذا شأن كبير في السابق انطفأ اليوم.