اقتصادكم-إيمان البدري
أضحى المغرب يراهن على صناعة السيارات الكهربائية، إذ يتوفر حاليا على قدرة إنتاجية للسيارات الكهربائية تبلغ نحو 40 ألف سيارة كهربائية سنويًا، كما يخطط لإنتاج 100 ألف سيارة كهربائية بحلول سنة "2025، ويعمل على عقد شراكات مع فاعلين أساسيين، للاستفادة من خبراتهم لتطوير قطاع البطاريات الكهربائية، بحسب ما أفاده به رياض مزور، وزير الصناعة والتجارة.
وكشفت وزارة الصناعة والتجارة لـ "اقتصادكم"، عن الاستراتيجية الصناعية الجديدة التي تركز على إزالة الكربون من صناعة السيارات، وإدماج الأنشطة والوظائف ذات القيمة المضافة العالية وتعزيز موقع المغرب في سلسلة قيمة التنقل الكهربائي. حيث تعتبر صناعة السيارات الكهربائية من بين الفرص الاستثمارية الرئيسية في القطاع الصناعي، اليوم، يتم تصنيع ثلاث سيارات كهربائية من طرف مجموعة Stellantis حصريا في مصنعها بالقنيطرة. وأيضا إنتاج سيارة كهربائية جديدة Mobilize بمصنع شركة رونو بطنجة. القدرة الانتاجية للسيارات الكهربائية في المغرب تناهز 40 ألف سيارة كهربائية سنويا، ومن المرتقب أن ترتفع هذه القدرة الانتاجية إلى 100 ألف سيارة كهربائية في أفق 2025.
وأضاف المصدر ذاته، أن المغرب يراهن على صناعة البطاريات الكهربائية، لأن قيمتها في السيارات الكهربائية تتراوح بين 20 و25 في المئة، وقد تم إبرام مجموعة من الاتفاقيات مع مجموعات رائدة في مجال التنقل الكهربائي لتطوير سلسلة قيمة البطاريات الكهربائية، والتي ستموقع المغرب ضمن الخريطة العالمية للدول الكبرى في مجال التنقل الكهربائي. من جهة أخرى، ستمكن الصناعات المستقبلية المرتبطة بصناعة السيارات الكهربائية، كصناعة بطاريات الليثيوم أيون، من إتاحة فرص مهمة للمغرب لتحقيق التفوق على المستوى العالمي، إذ يمكن استغلال الاحتياطي المغربي من الفوسفاط بشكل فعال لتصنيع هذا النوع من البطاريات، والتي تعتبر واحدة من أكثر أنواع البطاريات أمانًا.
وأكدت الوزارة أن المغرب مندمج اليوم في السيرورة الدولية المتعلقة بالتنقل الكهربائي ويعمل جاهدا لكسب رهان صناعة السيارات الكهربائية،لأنه يتوفر على إمكانيات هائلة لإنجاح هدا التحدي، خاصةً أن لدى المملكة حجج قوية لجذب جزء كبير من مصانع إنتاج البطاريات والسيارات الكهربائية كما يتوفر على خبرات بشرية مهمة يمكن أن تسهم في تطوير هذه الصناعة فالمغرب يعتبر من الدول القليلة في العالم التي أبرمت اتفاقية تجارة حرة مع الدول المنتجة للمواد الأولية اللازمة لإنتاج هذه المواد وكذلك مع الدول المستهلكة للمنتجات النهائية. وبالتالي، يمكن لبلدنا الحصول على الليثيوم أو الكوبالت أو البوكسيت من الدول الأعضاء في ZLECAF،"اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية"، وتصدير البطاريات النهائية إلى أوروبا، كل ذلك دون حواجز جمركية.
وأضاف المصدر ذاته، أن قطاع صناعة السيارات الكهربائية سيساهم بشكل ملموس في النمو الاقتصادي المغربي وإحداث فرص شغل. وفي هذا الصدد، تم مؤخرا توقيع اتفاقية استثمارية، تحت رئاسة رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، بقيمة 3 مليارات درهم لإنشاء أول مشروع لإنتاج الكاثودات في المغرب، وهي مكونات أساسية لبطاريات السيارات الكهربائية. سيُقام هذا المشروع الرائد في مدينة محمد السادس طنجة – تيك، بمصنع ذو طاقة إنتاجية سنوية تبلغ 50.000 طن، مع توفير أكثر من 2500 فرصة عمل جديدة.
وأشارت وزارة الصناعة والتجارة إلى أنه تم مؤخرا التوقيع على اتفاقية شراكة مع شركتان صينيتان اللتان اختارتا “مدينة محمد السادس"طنجة تيك” للاستثمار في إنتاج بطاريات الليثيوم، مع الترحيب في المملكة بأول مشغل للنحاس الصناعي، من خلال مجموعة HAILIANG، وأول مشغل للأنود، شركة SHINZOOM . ومن شأن كل هذه الاستثمارات أن تخلق العديد من فرص الشغل وتحقق نموا اقتصاديا على المستوى الوطني.