اقتصادكم- صفاء الصبري
تتمتع الصحراء المغربية بموقع استراتيجي يجعلها قطبا تجاريا ولوجيستيكيا بين إفريقيا الشمالية والغربية، هذه المؤهلات خلقت فرصا استثمارية في المنطقة وجعلتها منطقة جذابة لرجال الأعمال عبر العالم خاصة بعد الزخم الدبلوماسي الأخير وافتتاح أكثر من قنصلية أجنبية بالصحراء.
ويأتي هذا الزخم الاقتصادي والدبلوماسي الذي تعرفه الأقاليم الجنوبية مباشرة بعد تزايد الدعم الدولي لمغربية الصحراء، وعلى رأسها فتح الولايات المتحدة الأمريكية قنصليتها بمدينة الداخلة وتشجيعها للاستثمار في المنطقة.
في هذا الصدد تقول مريم الشرقاوي، الخبيرة في الاقتصاد إن القنصليات التي تم افتتاحها في الصحراء المغربية من قبل مختلف الدول الصديقة لديها تأثير إيجابي على الجاذبية الاقتصادية لهذه المنطقة.
وأضافت في حديث لـ’’ اقتصادكم’’ أن افتتاح قنصليات أجنبية في الصحراء المغربية يعزز الاعتراف الدولي بشرعية المبادرة المغربية للحكم الذاتي كحل "واقعي" و"دائم" للنزاع حول الصحراء، وهذا من شأنه أن يحمي المستثمرين الأجانب من الحملات السلبية لبعض وسائل الإعلام أو ردود فعل أخرى لجهات الخارجية.
وأوضحت الشرقاوي أن التمثيليات الدبلوماسية التي أقيمت في الصحراء ستلعب دورا مهما في تشجيع الاستثمار في هذه المنطقة من خلال تعبئة القنوات الرسمية وغير الرسمية لهذه الدول من أجل التعريف بمؤهلات الصحراء المغربية.
وأضافت أن وجود الهيئات الدبلوماسية الأجنبية في الصحراء من الناحية الاقتصادية هو بمثابة استثمار أول من قبل الدول الأجنبية في هذه المنطقة وتعبئة للمهارات الأجنبية المقيمة في الصحراء من أجل خدمة التنمية المحلية.
وفي السياق ذاته اعتبر المهدي فقير، الخبير الاقتصادي، أن منطقة الصحراء تتمتع بموقع استراتيجي مميز اقترنت بوجود رغبة سياسية قوية من أجل تطوير المنطقة سواء على مستوى الموارد البحرية أم المنجمية أوالمعدنية، وهي موارد مهمة من شأنها أن تشكل نقطة جذب مهمة للاستثمارات الوطنية والأجنبية.
وأضاف فقير في تصريح خاص لـ’’اقتصادكم’’ الإلكترونية أن المؤهلات اللوجيستيكية التي تتمتع بها المنطقة جعلت منها صلة وصل بين المغرب وإفريقيا، مشيرا إلى أن التاريخ علمنا بأن المناطق التي تتمتع بهذا النوع من المؤهلات دائما تكون مناطق قابلة للتطور، وحيثما وجدت طرق البضائع فهناك تطور.
وعن دور القنصليات الجديدة في المناطق الجنوبية، أبرز فقير أن الديبلوماسية التقليدية دائما ما تجر معها ديبلوماسية اقتصادية، وأوضح أن المجهود الترويجي يصبح أكثر سهولة بوجود بعثات ديبلوماسية مضيفا أن فتح القنصليات سيخلق جسورا للتواصل وسيفتح أبوابا واسعة أمام الاستثمارات مع البلدان المعنية.
وتجدر الإشارة إلى أن الأقاليم الجنوبية للمملكة المغربية، تعرف منذ سنوات ثورة تنموية غير مسبوقة، تروم تطوير البنيات التحتية للمنطقة بغرض تحسين ظروف عيش الساكنة من جهة وتعزيز فرص الاستثمار وخلق فرص الشغل من جهة أخرى.
وإلى جانب الحركة الاقتصادية التي تعرفها الصحراء المغربية، تتوالى الدول التي تفتح قنصلياتها في المنطقة حيث ارتفع إجمالي القنصليات بالأقاليم الجنوبية إلى 25 قنصلية.
وكانت الإمارات العربية المتحدة، أول دولة عربية غير أفريقية، وأول دولة خليجية تفتح قنصليتها في مدينة العيون، لتليها بعد ذلك مبادرات دول أخرى، مثل البحرين والأردن، وينتظر أن تعلن دول أخرى عن خطوات مشابهة.