’’كريبتو’’.. المغاربة أكثر المتداولين للعملات الرقمية في شمال أفريقيا

ملفات خاصة - 04-03-2022

’’كريبتو’’.. المغاربة أكثر المتداولين للعملات الرقمية في شمال أفريقيا

لم يمنع الحظر المفروض على هذه العملات بالمغرب الأفراد من التداول بها

اقتصادكم - نورالدين البيار 

أشارت تقديرات من Triple A، وهي منصة للدفع المشفر للتجارة الإلكترونية ومقرها سنغافورة، إلى أن 0.9 مليون شخص، أو ما يقرب من 2.4٪ من إجمالي سكان المغرب، يمتلكون حاليًا عملة مشفرة.

ورغم أن المصريين هم الأكثر عدديا غير أن المغاربة الأكثر نشاطا ، وهذه الأرقام تضع المملكة  في قائمة أفضل 50 بلدا حاملًا لمحافظ العملات المشفرة، متقدمة على البرتغال مباشرة.

وفي سياق متصل تؤكد بيانات Useful Tulips - وهي منصة تتبع تداول بيتكوين من نظير إلى نظير في جميع أنحاء العالم - هذا الاتجاه. 

وأشار المصدر أن تداول العملات المشفرة وخاصة بيتكوين، عرف طفرة نوعية العام الماضي في المغرب، ولم تتفوق عليه سوى المملكة العربية السعودية عند تقييم منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بأكملها.

العملات المشفرة ممنوعة في المغرب

وعلى مستوى القوانين لم يرخص المغرب بعد لهذه العملات، حيث يعتبرها مكتب الصرف  نظام دفع خفي لا تدعمه أي مؤسسة مالية.

وفي هذا الصدد سبق لمكتب الصرف أن حذر في 2017 من أن’’ المعاملات بهذه النقود الافتراضية يشكل مخالفة لقانون الصرف الجاري به العمل ويُعَرِّضُ مرتكبيها للعقوبات والغرامات المنصوص عليها في النصوص ذات الصلة’’.

وأهاب المكتب في بلاغ، اطلع عليه اقتصادكم، بالجميع الاحترام التام لمقتضيات قانون الصرف الجاري بها العمل والتي تنص على أن المعاملات المالية مع الخارج يجب أن تتم عن طريق الأبناك المعتمدة بالمغرب وبواسطة العملات الأجنبية المعتمدة من طرف بنك المغرب.

ورسميا فإن الحكومة المغربية لم ترخص بعد لهذا النوع من العملات، حيث قالت وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح العلوي، في يناير 2022 إن المغرب "يدرس جدوى الترخيص بتداول العملات المشفرة".

جاء ذلك في رد الوزيرة على أسئلة حول تداول العملات المشفرة في المغرب، وذلك خلال جلسة عامة لمجلس النواب.

وقالت العلوي في الرد نفسه: "هناك مخاطر تتعلق بتداول العملات المشفرة، بما في ذلك غسيل الأموال وتمويل الإرهاب".

وزادت: "بخصوص الحاجة لإطار قانوني ينظم التعامل مع العملات المشفرة، الوزارة تعمل مع البنك المركزي وشركاء دوليين، لتدارس الجدوى من التقنين".

إقبال كثيف على ’’الكريبتو’’ رغم الحظر

ولم يمنع الحظر المفروض على هذه العملات الأفراد من التداول بها، حيث تزداد شعبيتها يوما بعد يوم في أوساط الشباب المغربي خصوصا.

ورصدت اقتصادكم، مجموعات لا بأس بها، على مواقع التواصل من المتحمسين للتداول في العملات المشفرة، حيث يتم الحديث عن آخر المستجدات المرتبطة بهذا السوق المتنامي، ويتم تقديم استشارات من قبل أشخاص يتداولون هذه العملات بالفعل منذ سنوات.

ويعمد الكثير من المتداولين للعملات إلى إخفاء هوياتهم الحقيقية على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، فيما لايرى المغاربة المقيمين في الخارج حرجا في الحديث عن انخراطهم في التداول في العملات المشفرة التي يطلقون عليها ’’كريبتو’’.

وتأتي مصر بحسب تقديرات ’’تريبلA  ’’ رغم عدد المتداولين في المركز الثاني بعد المغرب من حيث حجم التداول وقيمته في العملات الرقمية المشفرة.

ووفق المصدر ذاته، أضافت منصة Binance المتخصصة في تداول العملات الرقمية، في أبريل 2020، دعمًا لمشتريات العملة المشفرة باستخدام الدرهم المغربي عبر منصة تابعة لجهة خارجية، Simplex. وهي نفس الطريقة المستخدمة التي تشتري بها Naira لعملة بيتكوين، في نيجيريا.


تراجع بسبب الحرب والفدرالي الأمريكي

وانخفضت القيمة السوقية للعملات الرقمية اليوم الجمعة بعد ارتفاع مشهود قبل يومين حيث قفزت القيمة السوقية إلى 50 مليار دولار صباح الاربعاء.

وعرفت العملات الرقمية تقلبات متتالية بسبب الأزمة الأوكرانية التي تسببت في صدمة كبيرة للسوق منذ بداية القصف، وخلفت خسائر قدرت بأكثر من 300 مليار دولار من القيمة السوقية الإجمالية، خلال 72 ساعة فقط من بدء العملية العسكرية الروسية.

وتم تداول بيتكوين العملة الرقمية الأكبر والأشهر عالميا، حتى كتابة هذا التقرير ب 40 ألف دولار، مسجلة تراجعا بأكثر من 5%.

وعلاوة على تداعيات الحرب، يعزو البعض هذا التراجع إلى تصريحات صادمة لرئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول.

وقال باول، أثناء شهادته أمام الكونجرس الأمريكي، إنه يرى بأن العملات الرقمية هي وسيلة لخرق القانون، وأنه لا يجب على الجهات الرسمية أن تتسامح معها.

وتابع باول أن العملات الرقمية ربما تساعد روسيا في انتهاك العقوبات المفروضة عليها، وأكد رئيس الفيدرالي أن العملات الرقمية للمضاربة وعلى الكونجرس فعل شيء ما بشأن العملات الرقمية.


تجدر الإشارة إلى أن "بيتكوين" هي العملة الرقمية الأكبر من حيث القيمة السوقية، وتتميز بأنها "لا مركزية"، أي لا يتحكم بها غير مستخدميها، ولا تخضع إلى رقيب مثل "حكومة أو مصرف مركزي" مثل بقية العملات الموجودة في العالم.

وتتوزع العملات الرقمية  في القارات الخمس، بين آسيا التي تستحوذ على حصة الأسد من حيث عدد المتداولين بأزيد من 160 مليون متداول، و القارة الأمريكية ب52 مليونا منها 28 بأمريكا الشمالية و24 بالجنوبية فيما يتداول 38 مليون أوروبي العملات الرقمية و32 في القارة الافريقية بحسب ما هو مبين في هذه الخريطة من تريبلA. 

آسيا تستحوذ على حصة الأسد