اقتصادكم

لم تعد شركة "تويتر إنك" شركة مستقلة بعد اندماجها مع شركة صورية تم تشكيلها حديثاً تسمى "إكس كورب" (X Corp)، ما أثار تكهنات حول ما يعتزم إيلون ماسك فعله مع منصة الوسائط الاجتماعية.

وفقاً لوثيقة تم تقديمها في المحكمة بولاية كاليفورنيا في 4 أبريل في إطار دعوى قضائية رفعت ضد الشركة ورئيسها التنفيذي السابق جاك دورسي العام الماضي من قبل الناشطة المحافظة لورا لومر، فإن "تويتر لم تعد موجودة" بعد الاندماج مع شركة "إكس كورب".

من غير الواضح ما يعنيه هذا التغيير بالنسبة إلى "تويتر"، التي شهدت إصلاحاً شاملاً منذ أن اشترى "ماسك" الشركة مقابل 44 مليار دولار العام الماضي. ذكر المالك الملياردير في الماضي أن شراء "تويتر" سيكون بمثابة "تسريع" لإنشاء "إكس" - التي وصفها بأنها "تطبيق لكل شيء". وغرّد ماسك عن هذه الخطوة يوم الثلاثاء بحرف واحد "إكس".
 
أعلن ثاني أغنى رجل في العالم عن رغبته في جعل شركة "إكس" مشابهة لتطبيق "وي تشات" (WeChat)  الصيني، وهو تطبيق فائق تملكه شركة "تينسنت هولدينغز ليمتد" يُستخدم في كل شيء بدءاً من المدفوعات وحجز تذاكر الفعاليات إلى الرسائل.

وكان "ماسك" غامضاً بشأن كيفية ملاءمته مع إمبراطوريته التجارية مترامية الأطراف، بدءاً من شركة السيارات الكهربائية العملاقة "تسلا" إلى "سبيس إكسبلوريشن تكنولوجيز" (SpaceX). يمتلك "ماسك" أيضاً نطاق "إكس دوت كوم" (X.com)، وهو اسم شركة المدفوعات عبر الإنترنت أطلقها ثم دمجها في النهاية مع "باي بال".

في أبريل من السنة الماضية، أنشأ "ماسك" لأول مرة ثلاث شركات قابضة في ولاية ديلاوير مع اختلافات في الاسم "إكس هولدينغز" (X Holdings)، كجزء من عرضه للاستحواذ على "تويتر"، لكن "إكس كورب" تأسست في 9 مارس في ولاية نيفادا، وفقاً للسجلات المودعة في الولاية.

تم تقديم طلب اندماجها مع "تويتر" في 15 مارس. ويتولى "ماسك" حالياً منصب رئيس الشركة، والشركة الأم هي "إكس هولدينغز كورب"، التي تم إنشاؤها أيضاً الشهر الماضي برأس مال مصرح به قدره مليونا دولار، بحسب الإيداعات. يذكر أن موقع "سليت" (Slate) كان أول من أورد أنباء هذه التغييرات الأخيرة.

قالت آن ليبتون، العميد المشارك في كلية الحقوق بجامعة "تولين": "من المفهوم في عالم الشركات أن التأسيس في نيفادا هو ما تفعله إذا كنت ترغب في الحصول على التزامات ائتمانية أقل... إذا كنت مستثمراً، سيكون من الصعب عليك مقاضاة المسؤولين والمديرين في شركات نيفادا لخرق الالتزامات الائتمانية". يذكر أنه تم دمج شركة "تويتر" سابقاً في ولاية ديلاوير، ودارت معركة "ماسك" بشأن الاستحواذ على الشركة في محكمة العدل التابعة لها.

لم ترد "تويتر" -التي لم يعد لديها فريق يتعامل مع الاستفسارات الإعلامية- على الأسئلة التي أرسلتها "بلومبرغ نيوز". كما لم يرد محامو شركة المحاماة التي تمثل "تويتر" في القضية "ويلكي فار آند غلاغر" (Willkie Farr & Gallagher)، على الفور على طلب للتعليق.

قال "ماسك" خلال مقابلة استضافتها "تويتر سبيسز" بالتعاون مع "بي بي سي" في وقت متأخر من أمس الثلاثاء في مقر الشركة في سان فرانسيسكو، إن لديه خططاً للشركة القابضة الجديدة "إكس"، مؤكداً أن "تويتر" كان "عاملاً مُسرّعاً" للوصول إلى رؤيته لـ"تطبيق لكل شيء". لكنه رفض الخوض في التفاصيل، قائلاً إن على المراقبين "البقاء على اطلاع لمعرفتها".

أثارت هذه الخطوة تكهنات شديدة بشأن "تويتر" حول ما قد تعنيه، حيث اجتذبت تغريدة "ماسك" أكثر من 13 مليون مشاهدة في غضون ساعات. وفي اليابان، بدأ موضوع "تويتر انتهى" (Twitter Gone) في الظهور بين المواضيع الأكثر رواجاً، حيث كان المستخدمون يمزحون قائلين إن اسم "تويتر" الجديد سيشبه اسم فرقة موسيقى الروك المحلية "إكس جابان" (X Japan).

يقول مانديب سينغ، المحلل في "بلومبرغ إنتليجنس": "يمكن أن ينشئ ماسك هيكلاً رئيسياً، على غرار (ألفابت)، ويضع فيه جميع شركاته... لا أرى كيف يمكنه حالياً إضافة تطبيق التجارة الإلكترونية أو المدفوعات إلى (تويتر) في الوقت الذي يواجه أقرانه الأكبر مثل (ألفابت)، و(ميتا) صعوبات ليصبحوا تطبيقاً لكل شيء على المستوى الاستهلاكي".