اقتصادكم

قبل أيام قليلة من عيد الأضحى، بالإضافة إلى ملايين المغاربة الذين لن يتمكنوا من تقديم أضحياتهم الدينية (أكثر من 13٪ لم يتمكنوا من القيام بذلك في عام 2023)، لا تزال هناك مخاوف تتعلق بالثروة الحيوانية التي تتعرض لضربة جوية. 

علم الأمراض المظلمة والذي يموت وقدميه في الهواء. ورغم توضيحات سلطة الإشراف، المكتب الوطني للصحة والسلامة المهنية، التي أشارت إلى أن الأغنام التي نفقت بإقليم برشيد كانت ضحية تسمم معوي بسبب التكاثر القوي لبكتيريا المطثية الحاطمة. وتنبع هذه التأكيدات من نتائج الفحوصات المخبرية التي أجراها المكتب الوطني للأمن الصحي. 

على أية حال، يشكك المختصون في جودة العلف المقدم للماشية، كما هو الحال بالنسبة لأنواع أخرى من الحيوانات، وخاصة الدواجن التي يتم تغذيتها قسرياً لتكبير حجمها وبيعها بسعر أعلى. ولذلك تم إخضاع هذه الأغنام لنظام غذائي ثقيل أدى إلى تعطيل عملية التمثيل الغذائي لديها والتسبب في موتها. وبهذا المعنى، أوضح التحقيق الذي أجرته المصلحة البيطرية الجهوية لبرشيد، بالأبيض والأسود، أن حالات التسمم الغذائي هذه مرتبطة بشكل مباشر بتغيير مفاجئ في النظام الغذائي للماشية. "هذا التغيير الغذائي، الذي يعتبر المحفز الرئيسي لهذه الأحداث لدى المربي المعني، كان سببه تغيير الأطعمة الغنية بالبروتينات والحبوب، مما أدى إلى تعطيل توازن البكتيريا المعوية وتعزيز النمو الفوضوي للبكتيريا"، نقرأ في الاستنتاجات للطبيب البيطري الذي قام بتشريح الجثة. 

وبعيدًا عن تهدئة مخاوف ملايين الأسر التي ستدفع مبالغ كبيرة من المال لتتمكن من أداء واجبها الديني، يشعر الناس بالقلق ويطرحون أسئلة مشروعة: لماذا نعطي المواد الكيميائية والبروتينات الإضافية والأدوية للأغنام لجعلها أكبر حجمًا وأكثر جاذبية؟ ؟ ومن يضمن لنا أن هذه الإضافات التي يمكن أن تقتل حيوانا لا تشكل خطرا على صحة المستهلكين، خاصة وأن حالات التسمم الغذائي المشبوهة، القاتلة على أقل تقدير، أثارت في الأشهر الأخيرة موجة من الذعر في قلب المجتمع. ؟  هل سنواجه نفس المفاجآت غير السارة التي شهدناها قبل بضع سنوات مع الأغنام التي سرعان ما تعفنت بعد ذبح حناجرها والتي سرعان ما اكتسبت اللون الأزرق قبل أن يتخلص الناس من كل ما وضعوه في ثلاجاتهم؟ ومن سيحمينا كمستهلكين دفعوا آلاف الدراهم مقابل لحوم مشكوك فيها؟ وتتدفق أسئلة أخرى، حتى بين بائعي الأغنام، كما حدث هذا الصباح في سوق الحي المحمدي، حيث تدور جميع أسئلة المشترين المحتملين حول نفس الموضوع: سلامتهم الغذائية والضمانات بأن الأغنام التي اشتروها لن تموت أو تقتلهم. 

أجواء أقل ما يقال عنها أنها شاذة بالنسبة للمغاربة الذين يريدون القيام بواجبهم الديني، والاستمتاع ببعض الوجبات اللذيذة مع العائلة، وتناول الطعام الجيد، وقضاء لحظات في مشاركة جماعية والضحك، وقلوبهم وعقولهم مطمئنة. ولكن، يجب أن نعتقد أن هذا ليس هو الحال على الإطلاق. لا يقتصر الأمر على أن الناس ينزفون أنفسهم لشراء خروف، بل يجب عليهم أيضًا أن يصلوا من أجل بقائه على قيد الحياة، وقبل كل شيء، يرمون رؤوسهم أو ذيولهم حتى لا يعانون من أي ضرر صحي. زمن غريب !

عبد الحق نجيب