الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين بمراكش.. هل سيستغل القطاع السياحي الفرصة؟

التحليل والرأي - 02-05-2023

الاجتماعات السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين بمراكش.. هل سيستغل القطاع السياحي الفرصة؟

اقتصادكم

سجّلت السياحة الوطنية انتعاشاً قوياً بداية السنة الجارية، وسط توقعاتٍ بتحقيقها أداءً استثنائياً في 2023، موازاة مع تدفق قادة المال والأعمال إلى المملكة للمشاركة بالاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي ومجموعة البنك الدولي، التي ستُعقد بمراكش بعد حوالي 5 أشهُر، ما يمثل فرصة للقطاع السياحي من أجل تعزيز حجم الاستثمارات الأجنبية الواردة عليه.


ومن المقرر أن تستضيف المدينة الحمراء هذه الاجتماعات من 9 أكتوبر المقبل إلى 15 منه، بما يُمثل عودة هذا الحدث الاقتصادي الأكبر من نوعه عالمياً إلى القارة الأفريقية بعد ما يناهز 50 سنة من انعقاده في كينيا، ويُتوقع حضور أكثر من 14 ألف مشارك من وزراء مالية واقتصاد ومحافظي بنوك مركزية ومسوؤلين من 190 دولة، إضافةً إلى ممثلي المجتمع المدني والمؤسسات المالية.


هذا الحدث سيكون محطة للترويج للسياحة الوطنية لدى دول العالم، بعدما عانت الأمرّين منذ جائحة كورونا، وبعدها الحرب الروسية الأوكرانية، ما أضرّ بهذا القطاع الحيوي الذي يُشكّل أهم مصادر العملة الصعبة للمملكة، إلى جانب الصادرات وتحويلات المغتربين.


وخلال الفصل الأول من السنة الجارية، زار المغرب 2.9 ملايين سائح بارتفاع 17% مقارنةً بالفترة عينها من سنة 2019 القياسية. وجاءت الزيادة، بشكلٍ أساسي، من أسواق إسبانيا وبريطانيا وإيطاليا وأميركا، وهو ما ساهم في ارتفاع الإيرادات 141% على أساس سنوي إلى 2.5 ملايير دولار، وبزيادة تقارب 52% مقارنةً بالأشهر الثلاثة الأولى من 2019 قبل جائحة كورونا، وفقاً لأرقام مكتب الصرف.


وكان عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، أكد خلال جلسة بالبرلمان، الأسبوع الماضي، بأن قطاع السياحة يُشكّل أحد محركات الاقتصاد من حيث مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي بحوالي 7 %، ودوره في توفيره الوظائف سيما للشباب، ولذلك "يتطلب اهتماماً متزايداً".


واعتمدت وزارة السياحة في مارس خارطة طريق جديدة لقطاع السياحة للفترة من 2023 حتى 2026 بميزانية تناهز 6.1 ملايير درهم، لرفع عدد السياح الأجانب من 11 مليون في 2022 إلى 17.5 مليون سائح بحلول عام 2026، بما يقفز بمداخيل السياحة السنوية إلى 11.5 مليار دولار.


وتُبدي وزارة السياحة تفاؤلاً كبيراً بتوقعات 2023 لتجاوز أرقام السنة الماضية، الذي شهد دفعةً قوية جرّاء المشاركة المتميزة لأسود الأطلس كأس العالم 2022 لكرة القدم، حين بلغت الإيرادات بالعملة الصعبة نحو 9.2 ملايير دولار، بزيادة 16% مقارنة في سنة 2019، وفقاً لتصريح منصف طيبي، رئيس قسم التقنين والجودة بوزارة السياحة.


ويُرتَقب أن تكون 2023 سنة قياسية للقطاع مع التخطيط لافتتاح 35 خطاً جوياً جديداً لخدمة 8 وجهات مغربية ابتداءً من موسم الصيف، الذي يشهد توافداً كبيراً للسياح والمغتربين.


طيبي قال في حديث لـ"اقتصاد الشرق" إن ما تمّ تحقيقه عام 2022 وبداية 2023 يبعث على التفاؤل بخصوص كامل السنة، وأشار إلى أن التركيز سينصبّ على تعزيز النقل الجوي والترويج لاستقطاب سياح من خارج الأسواق التقليدية الأوروبية.


وتتوقع وزارة السياحة أن يصل عدد السياح الأجانب خلال السنة إلى نحو 13 مليوناً، على أن يرتفع الرقم إلى 14.3 مليون العام المقبل، ثم 15.8 مليون عام 2025، لكن ذلك يتطلب تنويعاً للمنتج السياحي بالتركيز على الأنشطة الترفيهية وتنويع العروض ما بين الجبال والشواطئ والصحراء.


لتعزيز العرض الفندقي، يدرس صندوق محمد السادس للاستثمار إنقاذ حزمة فنادق مغربية متعثرة بسعة إجمالية تفوق 40 ألف غرفة، عبر الاستحواذ على حصص أقلية فيها وإعادة تشغليها، أغلبها في المدن السياحية الكبرى مثل مراكش وأكادير.

وتراهن وزارة السياحة على تنويع مصادر السياح بعيداً عن الأسواق الأوربية التقليدية من خلال الانفتاح على دول آسيا، خصوصاً الصين والهند، إضافة إلى أميركا اللاتينية والدول العربية، حيث تختلف طبيعة السياح وتطلعاتهم وقدرتهم على الإنفاق.