اقتصادكم-حنان الزيتوني
بعد التساقطات الأخيرة التي شهدتها عدة مدن وأقاليم بالمملكة، كشف الخبير البيئي مصطفى بنرامل، أن الأمطار المتساقطة تمثل فسحة أمل للموسم الفلاحي، لكنها لا تضمن إنقاذه بشكل كامل.
وأوضح بنرامل، في اتصال مع موقع "اقتصادكم"، أن مداخل المياه التي سجلتها بعض السدود خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، من بينها سدود يوسف بن تاشفين وأولوز، أسهمت في تعزيز الاحتياطات المحلية، إلا أن نسبة ملء العديد من السدود ما تزال دون 25%، وهو ما يظهر أن الأمطار الأخيرة لم تُعد التوازن على المستوى الوطني بعد.
وأضاف أن المعدل الوطني لملء السدود قبل هذه التساقطات لم يتجاوز 32% خلال شهري أكتوبر ونونبر 2025، ما يعكس حجم العجز المائي مقارنة بالمعدل الموسمي المعتاد، مشددا على أن أي هطولات معزولة لا تكفي لتعويض النقص إلا إذا تكررت ضمن سلسلة منتظمة من الأمطار.
وأشار الخبير إلى أن الأمطار الأخيرة خففت الضغط على المياه الجوفية والآبار، لكنها تأثير موضعي ومحدود زمنيا، محذرا من أن المؤشرات المناخية المتوسطة والطويلة الأمد تتوقع استمرار ارتفاع درجات الحرارة وفترات الجفاف الطويلة، مع هطولات متقطعة وغير منتظمة، ما يجعل الاعتماد على أمطار ظرفية غير كافٍ لضمان الأمن المائي والغذائي.
وأكد الخبير، على أن حماية الموسم الزراعي تتطلب تبني سياسات مائية مرنة واستباقية، ترشيد استهلاك المياه، دعم الفلاحين بالتمويل والمعلومات، وتشجيع نظم الري المقتصدة، بالإضافة إلى الاستثمار في البنى التحتية المائية والحلول الطبيعية لاستصلاح الأراضي وإعادة التشجير، معتبرا أن كل فترة مطرية تعد خطوة إيجابية لكنها تذكير بضرورة الاستمرار في العمل.