اقتصادكم
شهدت مدينة الداخلة، اليوم السبت 15 نونبر الجاري، توقيع اتفاقيتين بارزتين في مجالي الذكاء الاصطناعي والانتقال الطاقي، بحضور وزيرة الانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، ووزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ووالي جهة الداخلة وادي الذهب، ورئيس الجهة، إضافة إلى المدير العام لمركز البحث في الطاقات الجديدة والمتجددة ورئيس جامعة ابن زهر.
وحسب البلاغ الذي اطلع موقع "اقتصادكم" على نسخة منه، تندرج هذه الخطوة ضمن تفعيل التوجيهات الملكية الرامية إلى تعزيز السيادة الرقمية والطاقية للمغرب، وترسيخ دور الأقاليم الجنوبية كقطب وطني وإفريقي للابتكار المستدام، من خلال تطوير بنية تحتية ذكية قادرة على مواكبة التحولات التكنولوجية المتسارعة عالميا.
وأضاف البلاغ أن الاتفاقية الأولى تهم إطلاق مشروع مراكز البيانات الخضراء “إيكودار الداخلة”، وهو جيل جديد من المنصات الرقمية، ينشأ على موقع مخصص ويشتغل بالكامل بطاقة متجددة، ويوفر المشروع قدرات متقدمة في تخزين ومعالجة البيانات الوطنية والدولية، مع اعتماد تقنيات سحابة متطورة وحلول تبريد طبيعية لتقليل استهلاك الطاقة وتعزيز تنافسية المملكة في سوق الصناعات المرتبطة بالبيانات.
كما يسعى مشروع “إيكودار الداخلة” إلى بناء منظومة محلية متكاملة في مجالات الخدمات السحابية والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، وفتح آفاق جديدة للاستثمار والابتكار، بما يجعل من الداخلة مركزا رقميا منخفض الكربون في الأقاليم الجنوبية.
أما الاتفاقية الثانية، فتتعلق بإحداث “معهد الجزري للذكاء الاصطناعي والانتقال الطاقي” بالداخلة، وهو مؤسسة أكاديمية وعلمية تهدف إلى تطوير شبكة وطنية متخصصة في الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وتطبيقاتهما في المجال الطاقي، وسيقدم المعهد برامج تكوين متقدمة في الخوارزميات والبيانات الضخمة وإدارة النجاعة الطاقية، إلى جانب منصات للبحث والتجريب موجهة للمقاولات الصناعية الراغبة في اعتماد حلول الذكاء الاصطناعي لتحسين أدائها.
كما سيحتضن المعهد فضاءً لدعم المقاولات الناشئة، ويشرك الطلبة والباحثين في مشاريع عملية تستجيب لحاجيات الجهة، خاصة في مجالات الطاقات المتجددة، التحلية، الهيدروجين الأخضر، والربط الذكي للشبكات الطاقية.
وتشكل هذه التوقيعات خطوة جديدة في مسار التنمية المتكاملة بجهة الداخلة وادي الذهب، وترسخ بروز مشاريع كبرى قائمة على الطاقة النظيفة والتكنولوجيا المتقدمة، مع وضع الرأسمال البشري والمعرفة في صلب التحول الرقمي والطاقي الذي يشهده المغرب.