اقتصادكم- أسامة داودي
تعرف بورصة الدار البيضاء موجة غير مسبوقة من الاكتتابات وزيادات رأس المال، رافقتها عودة قوية للمستثمرين الأفراد وتغطيات استثنائية، ما أثار نقاشًا واسعا حول خلفيات هذا الزخم ومدى استدامته خلال المرحلة المقبلة.
في هذا السياق، أكّد الخبير في سوق الرساميل، ياسين مجد الله، أنّ موجة الاكتتابات وزيادات رأس المال التي تشهدها بورصة الدار البيضاء ليست ظاهرة ظرفية أو مضاربية فحسب، بل تعكس قبل كل شيء حاجة فعلية وملحة لدى مجموعة من الشركات لتمويل مشاريع استراتيجية كبرى، خصوصًا تلك المرتبطة بالبنية التحتية، والتحضيرات الجارية لكأس العالم 2030، إضافة إلى توسّع ملحوظ في مجالات الطاقة واللوجستيك.
وأوضح، ياسين مجد الله، في تصريح لموقع "اقتصادكم"، أن هذه الأوراش الضخمة تتطلب سيولة مالية كبيرة، ما يدفع الشركات إلى التوجه نحو السوق المالية بدل الاعتماد الكلي على التمويل البنكي التقليدي.
وتابع مجد الله مبينا أن مثل هذه الحركية القوية داخل السوق ترافقها تحركات مضاربية قصيرة الأمد، إذ يسعى بعض المستثمرين إلى الاستفادة السريعة من الفارق بين سعر الاكتتاب والسعر المتداول في الجلسات الأولى.
واعتبر أن هذا السلوك ليس استثناء، بل هو ممارسة شائعة في أغلب البورصات العالمية زمن الإدراجات الجديدة، ما يجعل من الطبيعي ظهور موجات مضاربية إلى جانب الدينامية الاقتصادية الفعلية.
وأشار مجد الله إلى أن المرحلة الحالية تجمع بين عنصرين متوازيين: دينامية اقتصادية حقيقية تولّد حاجة فعلية للتمويل، وموجة مضاربية طبيعية ترافق كل عمليات الاكتتاب والإدراج.
وخلص إلى أنّ وضوح الرؤية سيكون رهينًا بقدرة الشركات على تحقيق نتائج تشغيلية قوية خلال آجال معقولة، بما يسمح للسوق بتمييز الشركات ذات الأسس المتينة عن تلك التي تستفيد فقط من الزخم الآني.
