istock
اقتصادكم
تبوأ المغرب مكانة مرموقة جدا في قطاع أسفار الأعمال بين أوربا وأفريقيا، سيما غرب القارة السمراء ، بحسب ما كشف عبد العزيز بوكجة الرئيس المشارك لـ’’ماركو بولو’’للأسفار المهنية.
واعتبر بوكجة، في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء أول امس، في سياق انتعاش القطاع السياحي بعد رفع معظم البلدان لقيود السفر المرتبطة بمحاربة وباء "كوفيد-19"، أن ذلك راجع بالأساس لاتفاقيات "الأجواء المفتوحة" الموقعة مع الاتحاد الأوروبي.
وبالنسبة لرئيس مجموعة التفكير، التي ينقل أعضاؤها التفكير إلى قلب المقاولات ويقدمون حلولا بهدف ضمان تنمية مثلى للقطاع، فإن "التطورات الجديدة على مستوى الخليج وإسرائيل ستكتسي، لا محالة، أهمية بالغة" بالنسبة لقطاع أسفار الأعمال المغربي.
ويرى السيد بوكجة أن المغرب يمتلك "مؤهلات لا يمكن إنكارها" تمكنه من التموقع كقطب في هذا المجال، بفضل جغرافيته، تاريخه، ديناميته وساكنته الشابة.
وأكد أن التجذر العميق للمملكة في كل من إفريقيا والقارة الأوروبية، واقتصادها المتنوع للغاية، وأخيرا التطور الاستثنائي للبنية التحتية (الطرق، الموانئ، المطارات والسكك الحديدية) التي تسهل الربط، هي عوامل تحفز سير المغرب في هذا الاتجاه.
من جهة أخرى، شدد الخبير على حاجة المملكة إلى زيادة تسهيل الدخول والخروج عبر الحدود قصد جذب المزيد من الزبناء. ويوصي أيضا بـ "التوقف عن البيع بأسعار منخفضة للغاية" و"الانتقال من العدد إلى الجودة".
وتابع رئيس مجموعة التفكير، التي رأت النور نهاية العام 2008، بهدف معالجة نقص تمثيلية الشركات الكبرى في مجال الأسفار المهنية، بقطاع يمثل ما يصل إلى 60 في المائة من مداخيل مقدمي الخدمات وهيمنة عبر أطلسية على الاختيار والقرارات من خلال جمعيات تحدد المنتج، قائلا "بالطبع، هذا يجتذب المسافرين، ولكنه يساهم في الصعوبات المالية للناقلين".
وبالعودة إلى التحديات التي يواجهها القطاع حاليا، تحدث بوكجة في المقام الأول عن استعادة مستوى استهلاك السفر الجوي، الذي تعتمد عليه شركات الطيران كثيرا.
وأوضح أن "+تحجيم+ الطائرة يعد بلا شك التحدي الأكبر الذي يتعين رفعه. وسيمر ذلك عبر جهود ذكية للضغط من أجل إظهار انخراط النقل الجوي في الحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون".
كما تطرق الرئيس المؤسس المشارك لـ "ماركو بولو" للأسفار المهنية لوقع وباء "كوفيد-19" على القطاع الذي "عانى بشكل رهيب"، لاسيما بالنسبة للرحلات الدولية التي تمثل 50 بالمائة من الحجم و70 بالمائة من حجم الأعمال.
وأوضح أن "حركة النقل الدولية هوت بنسبة 90 في المائة خلال 15 يوما، بين فاتح و15 مارس 2020. إنها تتعافى ببطء. ونحن الآن عند نحو 60 في المائة من الحركة لعام 2019، وذلك في ارتفاع بطيء نحو مستويات 2019 التي سيتم بلوغها في العام المقبل، مشيرا إلى أن الخسائر المالية هائلة بنحو 300 إلى 400 مليار دولار.
وأضاف أنه علاوة على ذلك، من الضروري إعادة تشغيل المحرك من جديد، خاصة إعادة تأهيل الأطقم التي لم تحلق أبدا أو قليلا جدا على مدى عامين.
وفي ما يتعلق بتوقعات القطاع خلال فترة ما بعد الكوفيد، أشار السيد بوكجة إلى الحاجة للسفر التي "لا تزال قوية للغاية"، مسجلا أن مستوى العام 2019 سيتم بلوغه في العام 2023.
وقال "من هنا، يتوقع الخبراء نموا يتراوح بين 2 إلى 3 في المائة"، مشيرا إلى أن طلبات شراء الطائرات الجديدة ظلت مرتفعة للغاية، وأن تحديث الأساطيل يعد عاملا ضروريا لحذف الكربون.
ويقوم أعضاء "ماركو بولو" للأسفار المهنية التي تأسست في العام 2008، بالتفكير والمشاركة مع الضيوف الخبراء في مجالات التنقل، السفر والسياحة. فهم يحللون ويتوقعون التطورات والتغييرات في محيطهم المهني. كما يعملون على جلب التفكير إلى قلب الشركات ويقدمون حلولا لضمان تنمية مثلى.
ويتمثل هدف مجموعة التفكير في القيام بالتفكير على أعلى مستوى حول القيم، الإنسانية، المشاركة والمبادرة.