رغم الأزمة .. السيارات الفاخرة تحقق أداءً جيدًا في 2021

اقتصاد العالم - 22-01-2022

رغم الأزمة .. السيارات الفاخرة تحقق أداءً جيدًا في 2021

اقتصادكم

 
عادة ما تدل الأزمة على انخفاض القدرة الشرائية واعتماد سياسة التدبير لدى المستهلكين، إلا أن سوق السيارات الفاخرة تحدت هذا المنطق، وارتفعت مبيعاتها في ظل الأزمة الوبائية التي ضربت العالم.

 

فعلى الرغم من النقص العالمي في أشباه الموصلات، وهي شرائح الحواسيب المستخدمة في أنظمة السيارات، بعد إغلاق خطوط الإنتاج الخاصة بصناعة السيارات، فإن مبيعات العلامات التجارية الفاخرة تعكس أداء تجاريا جيدا وإقبالا كبيرا لدى بعض الزبناء الذين تشكل السيارة الفاخرة بالنسبة إليهم مؤشرا قويا على المكانة الاجتماعية.

وبحسب الأرقام فإن العلامة التجارية البريطانية "بنتلي" باعت 14 ألف و659 سيارة خلال سنة 2021، بزيادة في المبيعات بلغ 31 في المائة مقارنة بسنة 2020، وأخذا بعين الاعتبار الأسعار الفلكية للموديلات الأكثر أساسية لهذه العلامة التجارية، لم يمر مثل هذا الأداء دون أن يلاحظه أحد في مجال صناعة السيارات.

أما "بورش"، وهي رائد آخر تملكه شركة "فولسفاغن"، فلم تبتعد عن الصدارة. حيث حققت مبيعات ب 301 ألف و 915 سيارة، أي بارتفاع بلغ 11 في المائة، مع ارتفاع حصتها في السوق بعدة مناطق جغرافية.

وبرقم قياسي في المبيعات بلغ 2.2 مليون سيارة، عززت "بي إم دوبل في" حضورها في الأسواق الصينية والأمريكية، بينما ضاعفت شركة "تيسلا"، المتخصصة في السيارات الكهربائية، مبيعاتها لتصل إلى 936 ألف و172 وحدة، مقابل 499 ألف و550 وحدة سنة 2020.

ومن الواضح أن هذه الأزمة الصحية غير المسبوقة لم تمر بدون عواقب على سلوك المستهلكين في جميع أنحاء العالم. فالزبناء، المصابين بالذعر من الدمار الناجم عن الجائحة، يتجهون أكثر إلى السلع الكمالية من أجل رفاهيتهم.

وبإدراك منهم أن الحياة يمكن أن تكون قصيرة، يندفع المشترون الأثرياء لشراء أفخم المنتجات، بأي ثمن، لإشباع رغباتهم والاستمتاع بالحياة إلى حد أقصى من خلال شراء المنتجات الراقية.

وحسب العديد من المراقبين، فإن توسع مجال السيارات الفاخرة وجذب المستهلكين إلى اقتناء السيارات الرياضية على حساب سيارات "سيدان" شكل السمات البارزة لسوق السيارات منذ اندلاع الجائحة.

ودفع التقلب الشديد للأصول المالية، خلال الجائحة، المدخرين إلى تفضيل الاستثمار في الأصول الملموسة، مما أدى، من بين فينة وأخرى، إلى التخلص من السيارات الفاخرة وسيارات التجميع التي تعتبر قيما آمنة.

واستفاد الزبناء أيضا من التخفيض، أو التخلص من أهم عنصر في النفقات، من قبيل، السفر والترفيه، نظرا للتدابير الصارمة والقيود المفروضة على التنقل لاحتواء الوباء. وقد دعم مثل هذا الوضع مدخرات الأفراد الذين وجدوا أنفسهم يتمتعون بمدخرات كبيرة، وبالتالي تمكنوا من الولوج إلى أنواع أرقى من السيارات