اقتصادكم
يعد نجاح المنتخب الوطني الأولمبي في أولمبياد باريس، بالتتويج بالميدالية البرونزية التاريخية بعد فوزهم على مصر 6-0 في مباراة الترتيب، دليلا ملموسا على تطور الكرة المغربية في الساحة الدولية، وهو ما سمح للمغرب، بفضل استراتيجيته في كرة القدم، بالعودة إلى الأضواء من الباب الكبير.
هذه الميدالية البرونزية، الأولى في تاريخ المغرب في كرة القدم، والأولى في رياضة جماعية، لاقت استحسانا من قبل المعلقين الرياضيين في جميع أنحاء العالم. أداء المنتخب الأولمبي، خليفة المنتخب الأول، يؤكد نجاح استراتيجية الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، التي بدا رئيسها فوزي لقجع سعيدا في نهاية اللقاء، لأنه يعلم أن هذا الفوز لا يعتبر إنجازاً رياضياً فحسب، بل يعد أيضاً شهادة على العمل الكبير الذي تقوم به الجامعة لبناء جيل جديد صاعد قادر على منافسة أقوى وأعتد المنتخبات في العالم.
وبعيدا على المكتسبات الرياضية، يمكن اعتبار هذا النجاح الأولمبي جزءا من استراتيجية أوسع حيث تكون كرة القدم بمثابة أداة لتعزيز صورة وحضور المغرب على الساحة الدولية. ولعدة سنوات، تمكنت المملكة من توظيف كرة القدم كأداة مميزة لبناء روابط مع الدول الأخرى، خاصة في أفريقيا، وبفضل الشراكات الاستراتيجية مع أكثر من 40 اتحادا أفريقيا، أصبح المغرب ملجأ لكرة القدم القارية، يستقبل المنتخبات القارية التي تبحث عن الملاعب المعتمدة والبنية التحتية الحديثة.
كما استثمر المغرب بشكل كبير في بنيته التحتية الرياضية والمدنية، ليس فقط لتلبية الاحتياجات الوطنية، ولكن أيضًا للاستعداد لاستضافة الأحداث الدولية الكبرى. ولفت الأمر انتباه المعلقين على القنوات الرياضية الأوروبية، حيث تحدثوا مرات عديدة عن تجديد الملاعب، وبناء مرافق جديدة، وتحسين البنية التحتية للمواصلات، في ما يمكن وصفه بـ"إشهار ممتاز للمملكة".
ومن شأن تنظيم كأس إفريقيا للأمم سنة 2025 والترشيح الثلاثي رفقة إسبانيا والبرتغال لتنظيم كأس العالم 2030 أن يعزز هذه الدينامية في صالح الدبلوماسية المغربية التي تعرف كيف تحول هذه الإنجازات الرياضية إلى نجاحات سياسية.
تأثيرات على المستوى الداخلي
نجاح المنتخب الوطني الأولمبي لم يؤد فقط إلى زيادة حضور المملكة على الساحة العالمية، بل كان له أيضا تأثير إيجابي على المجتمع المغربي، من خلال إلهام جيل جديد من الرياضيين الشباب وتعزيز التماسك الوطني حول القيم المشتركة، وذلك يتجلى في قصة الثنائي البقالي-تيندوفت في ألعاب القوى. بينما تلعب كرة القدم دورًا رئيسيًا في تعزيز الرفاهية الاجتماعية والحد من التوترات الداخلية. ونتمنى أن يستمر ذلك !