اقتصادكم
لا تزال الأسعار في عدد من الأسواق الوطنية مرتفعة بشكل غير مسبوق، ما يثير قلقا واسعا لدى الأسر التي تجد صعوبة في مواكبة تكاليف المعيشة اليومية، خصوصا مع استمرار الطلب على الخضر والفواكه.
وفي جولة ميدانية لأحد الأسواق الشعبية بالعاصمة الاقتصادية، رصد موقع "اقتصادكم" ارتفاعا ملحوظا في الأسعار، حيث تجاوزت الطماطم سقف 8 دراهم للكيلوغرام، والبطاطس 7 دراهم، فيما بلغ البصل السعر نفسه تقريبا، أما الجزر فقد استقر عند 6 دراهم، والفاصوليا الخضراء عند 10 دراهم، في حين ناهز سعر القرع الأخضر 8 دراهم، ولم تكن الفواكه أوفر حظا، إذ سجل الموز 14 درهما للكيلوغرام، والمندرين والرمان 10 دراهم، بينما بيع الخيار بـ 8 دراهم.
ويرجع العديد من التجار هذا الارتفاع إلى عوامل مناخية واقتصادية متشابكة، أبرزها تداعيات الجفاف وموجات الحرارة التي أضعفت الإنتاج الفلاحي خلال الموسم الماضي، إلى جانب ارتفاع أسعار المحروقات التي أثرت على كلفة النقل والتوزيع، فضلا عن الزيادة في أسعار الأسمدة والبذور والمواد الفلاحية، هذه المعطيات مجتمعة انعكست مباشرة على أسعار البيع بالتقسيط، ما زاد من الضغط على جيوب المستهلكين.
وفي هذا الصدد، كشف أحد المهنيين في حديثه مع الموقع أن الوضع الحالي "يعكس اختلالا في منظومة التسويق والتوزيع"، مشيرا إلى أن بعض الوسطاء "يستغلون ضعف المراقبة لرفع الأسعار دون مبرر"، مضيفا أن "المنتوجات تصل إلى الأسواق بأثمان معقولة، لكن سلسلة الوساطة تجعلها تتضاعف قبل أن تصل إلى المستهلك"، واعتبر المصدر ذاته أن الحل يكمن في "تشديد الرقابة على المضاربين وتفعيل مسالك التوزيع المنظمة" للحد من هذه الممارسات.
ومن جهتهم، طالب عدد من المواطنين التدخل العاجل من السلطات المختصة لضبط الأسعار عبر مراقبة الأسواق، ودعم الفلاحين الصغار لتشجيع الإنتاج المحلي، مع تحسين سلاسل النقل والتوزيع لتقليص كلفة الوساطة، مؤكدين أن استمرار هذا الوضع "يهدد القدرة الشرائية للمواطنين ويزيد من معاناة الأسر محدودة الدخل"، مطالبين بسياسات أكثر عدلاً لحماية المستهلك وتقوية الأمن الغذائي الوطني.