المغرب يقود ثورة الطاقة النظيفة باستثمارات ضخمة عام 2025

آخر الأخبار - 28-10-2025

المغرب يقود ثورة الطاقة النظيفة باستثمارات ضخمة عام 2025

اقتصادكم 

 

شهد قطاع الطاقة المغربي خلال عام 2025 طفرة نوعية غير مسبوقة، بعدما وقعت المملكة سلسلة من الاتفاقيات الاستثمارية الكبرى عززت موقعها كأحد أبرز الفاعلين الإقليميين في التحول نحو الطاقات النظيفة، وفي هذا السياق كشف تقرير صادر عن منصة الطاقة المتخصصة أن المغرب استطاع خلال الأشهر التسعة الأولى من السنة توسيع قاعدة مشاريعه في مجالات الكهرباء والهيدروجين والغاز والبطاريات، ما يعكس انتقاله إلى مرحلة أكثر توازنا في تأمين أمنه الطاقي.

وأوضح التقرير أن تنوع المشاريع شكل سمة رئيسية للمرحلة الحالية، إذ شملت اتفاقيات للربط الكهربائي العابر للحدود، وصفقات لتوريد توربينات متطورة تعمل بالهيدروجين، واستثمارات ضخمة في مشاريع تخزين الطاقة الشمسية، إلى جانب مبادرات في مجال البطاريات والهيدروجين الطبيعي، وحسب المنصة إن هذه الدينامية، تمثل تحولا استراتيجيا يجعل عام 2025 من أبرز الأعوام في مسار تحديث البنية التحتية الطاقية المغربية.

وفي يناير من العام نفسه، أطلقت الرباط وموريتانيا مشروعا مشتركا عبر توقيع مذكرة تفاهم لتطوير الربط الكهربائي بين البلدين، بهدف تسريع مشاريع الطاقات المتجددة وتعزيز التكامل الإقليمي في مجال الطاقة، أعقب ذلك في فبراير توقيع صفقة لاقت اهتماما واسعا تمثلت في طلب المكتب الوطني للكهرباء والماء توربينين من شركة ميتسوبيشي باور اليابانية يمكن تشغيلهما بالهيدروجين، لتزويد محطة “الوحدة” لتوليد الكهرباء، ما يبرز توجه المغرب نحو حلول هجينة تجمع بين الغاز والطاقة النظيفة.

أما في شهر ماي، فقد دخلت شركة كير الفرنسية السوق المغربية بعد حصولها على تراخيص لمشروعين لتوليد الكهرباء النظيفة بكل من تطوان وتزنيت بطاقة إجمالية تبلغ 178 ميغاواط، في حين شهد الشهر نفسه توقيع اتفاق استراتيجي بين طاقة المغرب وناريفا والمكتب الوطني للكهرباء وصندوق محمد السادس للاستثمار لتطوير مشاريع الطاقة والماء في عدد من المناطق الجنوبية والوسطى.

وفي يونيو، أعلنت شركتا ساوند إنرجي وجيتك البريطانيتان عن تأسيس شركة مشتركة تحت اسم “هاي ماروك” لاستكشاف موارد الهيدروجين الطبيعي والهيليوم في الرباط، وهو مشروع قد يضع المغرب ضمن الدول الرائدة في هذا المجال داخل القارة الأفريقية. 

وبعدها بشهرين، حصدت شركة سعودية عقدا لتطوير محطتي “نور ميدلت 2 و3” لتخزين الكهرباء من الطاقة الشمسية بقدرة 400 ميغاواط لكل محطة، باستخدام منظومة بطاريات بسعة إجمالية تبلغ 602 ميغاواط/ساعة.

وكشفت المملكة في هذا السياق عن سلسلة إنجازاتها في سبتمبر 2025 بإعلان شركة غوشن هاي-تك الصينية عن إنشاء أول مصنع ضخم للبطاريات في أفريقيا بمدينة القنيطرة باستثمار يناهز 5.6 مليار دولار، حيث يمثل هذا المشروع خطوة محورية في إدماج المغرب داخل سلاسل القيمة العالمية للطاقة النظيفة، ويعزز مكانته كمنصة إقليمية لتصنيع وتصدير التقنيات الخضراء نحو أوروبا وأفريقيا.