رغم فجوة الأفكار والتطبيق.. المغرب يسير نحو بناء منظومة FinTech متكاملة

آخر الأخبار - 27-09-2025

رغم فجوة الأفكار والتطبيق.. المغرب يسير نحو بناء منظومة FinTech متكاملة

اقتصادكم

 

يشهد قطاع التكنولوجيا المالية FinTech بالمغرب تحولاً نوعياً، مدفوعاً بدينامية جديدة تجمع بين المبادرات العمومية والخاصة، في إطار بناء منظومة وطنية متكاملة لدعم الابتكار الرقمي في مجال الخدمات المالية. وفي قلب هذا التحول، يبرز دور Morocco FinTech Center كمحرك أساسي لتوجيه هذا الزخم المتزايد نحو نتائج ملموسة.

وفي حوار خاص مع Finances News Hebdo، أوضح سفيان كادريم، المدير التقني والمؤسس الشريك لشركة Atela، أن "التحدي الحقيقي لا يكمن في نقص الأفكار، بل في غياب السلاسة والسرعة بين ولادة الفكرة وتحولها إلى حل عملي يُستخدم فعلياً على الأرض".

وأشار سفيان كادريم إلى أن منظومة الفينتك المغربية، وإن كانت موجودة، إلا أنها لا تزال "مجزأة". وقال: "خلال مسارنا مع Atela، طرقنا أبواباً كثيرة: حاضنات، برامج دعم، مؤسسات... لكن الصورة العامة تشبه خريطة غير مكتملة نضطر لإعادة رسمها عند كل مرحلة".

ويرى أن Morocco FinTech Center بإمكانه أن يكون "بوصلة" مركزية تساعد الشركات الناشئة على تجاوز هذا التشتت، عبر تقديم مسار واضح للولوج إلى مختلف الفاعلين دون هدر للوقت والجهد. لكنه شدد في المقابل على ضرورة ألا يُختزل دور المركز في كونه مجرد شباك إداري، بل يجب أن يكون منصة تركز على حلول ملموسة لمشاكل حقيقية.

ويرى المتحدث ذاته أن المغرب يتوفر على مؤهلات قوية: بنية تحتية تقنية، انخراط البنوك وشركات الاتصالات، وشباب متعطش للإنجاز. لكن المطلوب هو رؤية واضحة وسرعة تنفيذ. ويؤكد أنه "عندما تُصبح الفينتك المغربية قادرة على تقديم حلول قابلة للتوسيع في مدن إفريقية مثل أبيدجان أو كيغالي، لن نتحدث فقط عن شركات ناشئة مغربية، بل عن أدوات أفريقية وُلدت في المغرب".

أما عن إشكالية تنسيق الجهود بين جهات مختلفة مثل جامعة محمد السادس (UM6P)، تكنوبارك، البنوك ومراكز البحث، فيرى الخبير أن التحدي الأكبر يكمن في تفاوت الإيقاع الزمني، قائلا: "الجامعات والبنوك تعمل بمنطق مؤسساتي بطيء نسبياً، بينما الشركات الناشئة تحتاج للسرعة، والنتيجة: فجوة تقتل المشاريع قبل أن ترى النور".

وأكد المتحدث ذاته أن الحل، حسب رأيه، يكمن في تقليص المسافة بين الفكرة والتطبيق. فحينما تقاس الشراكات بمعيار "مدى سرعة تحويل الفكرة إلى خدمة ملموسة"، تتوحد الرؤية ويقلّ التشتت.

ويقترح التركيز على مشاريع موحدة تمس المواطن مباشرة، مثل تسهيل إدارة السيولة لدى المقاولات الصغرى، وإتاحة الاكتتاب في البورصة من خلال الهاتف الذكي، وتمكين الفلاحين من الوصول إلى التمويل الصغير الرقمي، وتسريع وتخفيض كلفة التحويلات المالية بين المغرب وباقي دول إفريقيا.

ويختتم كادريم حديثه قائلاً: "أفضل نموذج للحكامة ليس ما يُرسم في المخططات التنظيمية، بل ما يُترجم إلى حلول فعلية. عندما يشعر المواطن بأن التعاملات أصبحت أسهل وأسرع، فذلك هو المعيار الحقيقي لنجاح Morocco FinTech Center".

بهذا، يبدو أن المغرب يقف على أعتاب مرحلة جديدة في مسار التحول الرقمي المالي، حيث تتلاقى الطموحات مع الاحتياجات، في مشهد تعد فيه السرعة والفعالية مفتاح النجاح الحقيقي.