اقتصادكم - محمـد بوعزاتي

شهدت أسواق الدواجن في مختلف مناطق المغرب خلال الأيام الأخيرة تراجعا ملحوظا في الأسعار، بعد أشهر من الارتفاع المتواصل الذي أثقل كاهل المستهلكين.

فقد انخفض سعر الكيلوغرام الواحد من الدجاج داخل الضيعات إلى حوالي 16 درهما، بعدما كان قد تجاوز خلال فصل الصيف عتبة 25 درهما، في مؤشر واضح على تغير دينامية السوق وعودة الأسعار إلى مستويات أكثر استقرارا.

أسباب الانخفاض

في تصريح خاص لموقع "اقتصادكم" قال مصطفى منتصر، رئيس الجمعية الوطنية لمنتجي الدواجن بالمغرب، إن “الأسابيع الأخيرة، وخاصة الأيام العشرة الأخيرة من شهر شتنبر، شهدت انخفاضا واضحا في أسعار الدواجن، حيث وصل السعر داخل الضيعات إلى حدود 16 درهما للكيلوغرام”.

وأوضح منتصر أن هذا التراجع “راجع بالأساس إلى انخفاض الاستهلاك في تلك الفترة، نتيجة تزامنها مع الدخول المدرسي وما يرافقه من نفقات الأسر على المستلزمات الدراسية”.

وأضاف المتحدث أن “الاحتجاجات الأخيرة التي قادها جيل زد ساهمت بدورها في تقليص الإقبال على الشراء، حيث تراجع الاستهلاك بحوالي 40 في المائة، ما خلق وفرة في العرض مقابل تراجع في الطلب، وهو ما أدى بشكل طبيعي إلى انخفاض الأسعار داخل السوق”.

العرض يتفوق على الطلب

ويرى مهنيون في القطاع أن هذا الانخفاض يعكس توازنا جديدا في السوق، إذ أصبحت وفرة الإنتاج تتجاوز الطلب الحالي، مما يدفع الأسعار نحو مستويات أدنى.

ويشير بعض الفاعلين إلى أن إنتاج الكتاكيت بلغ في الأسابيع الماضية حوالي 8.8 ملايين وحدة، ومن المنتظر أن يرتفع تدريجيا خلال النصف الثاني من أكتوبر إلى 10 ملايين كتكوت، ما سيزيد من وفرة العرض في السوق الوطنية.

تحسن في كلفة الإنتاج

من جهة أخرى، ساهم تراجع أسعار الأعلاف في تخفيف الضغط على المربين، إذ انخفض سعر الكيلوغرام من العلف من حوالي 14-15 درهما إلى 10-11 درهما، مما خفض كلفة الإنتاج الإجمالية وفتح المجال أمام انخفاض الأسعار دون خسارة المنتجين.

ويرى بعض المراقبين أن هذه التطورات قد تسهم في استقرار السوق خلال الأسابيع المقبلة، مع إمكانية استمرار الانخفاض إلى نهاية أكتوبر إذا بقي الطلب محدودا.

المستهلك المستفيد الأكبر

ويبقى المستهلك الطرف الأكثر استفادة من هذا الانخفاض، خصوصا في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وتراجع القدرة الشرائية للأسر المغربية، إذ باتت أسعار الدجاج في متناول شريحة أوسع من المواطنين، حيث تتراوح حاليا بين 16 و17 درهما في محلات البيع، وهو ما يعيد هذا المنتوج الأساسي إلى موقعه كعنصر رئيسي في المائدة المغربية بأسعار معقولة.