محطات شمسية متطورة تدفع المغرب نحو صدارة الطاقة النظيفة عربياً

آخر الأخبار - 03-12-2025

محطات شمسية متطورة تدفع المغرب نحو صدارة الطاقة النظيفة عربياً

اقتصادكم

 

يعزز المغرب حضوره بين الدول الرائدة عربيا وإفريقيا في الطاقة الشمسية، بعد دخول محطات جديدة طور التشغيل، الأمر الذي يرسّخ توجه المملكة نحو تحقيق الحياد الكربوني واعتماد الطاقات النظيفة في الصناعات الكبرى.

وفي هذا السياق، سلطت منصة “الطاقة” الضوء على دخول ثلاث محطات للطاقة الشمسية مرحلة التشغيل الفعلي بقدرة إجمالية تبلغ 202 ميغاواط، معتبرة أن هذه الخطوة تمثل دعما مباشرًا لجهود المغرب في تسريع التحول الطاقي وتقليص الانبعاثات، مشيرة إلى أن هذه القدرة الجديدة تأتي في ظرفية تشهد فيها البلاد ارتفاعًا مطّردًا للطلب الكهربائي.

وتابعت المنصة أن شركة “أو سي بي غرين إنرجي”، الذراع الطاقي للمكتب الشريف للفوسفات، أعلنت رسمياً تشغيل المرحلة الأولى من برنامجها الاستثماري، موزعة على محطات ابن جرير وفم تيزي وأولاد فارس بخريبكة، التي تُعد اليوم أكبر محطة شمسية كهروضوئية قيد التشغيل في المغرب بقدرة تتجاوز 100 ميغاواط.

وذكرت أن الأعمال التقنية والاختبارات التشغيلية اكتملت خلال فصل الصيف، ما سمح للمحطات الثلاث بالوصول إلى طاقتها القصوى في ساعات الذروة. 

ويرى التقرير أن هذه الخطوة تُعد امتدادا للنهج الصناعي للمكتب الشريف للفوسفات، الذي يسعى إلى تعزيز استقلاليته الطاقية وخفض كلفة الإنتاج عبر الاعتماد المتزايد على الكهرباء النظيفة.

وواصلت أن هذه المحطات مكنت من تلبية جزء كبير من حاجيات المناجم من الكهرباء، إلى جانب دعم أمن الإمدادات الوطنية، بفضل تكلفة إنتاج تنافسية تبلغ نحو 368 درهماً للميغاواط/ساعة. 

كما تعمل المشاريع ضمن إطار قانوني منظَّم بدقة يشمل رخص وزارة الانتقال الطاقي وقرارات الوكالة الوطنية لتنظيم الكهرباء.

وأبرز التقرير أن الكهرباء المنتجة تُوجه أيضا لمنشآت تحلية المياه التابعة لشركة OCP Green Water، إلى جانب وحدات صناعية أخرى ذات أهمية استراتيجية، الأمر الذي يعزز التكامل بين مشاريع الطاقة المتجددة وسلسلة القيمة الصناعية للمجموعة، ويرسّخ مكانتها كفاعل رئيسي في الاقتصاد الأخضر بالمغرب.

وأكد أن إنجاز المحطات ارتكز بشكل واسع على مقاولات ومكاتب دراسات مغربية، وهو ما مكّن من تنفيذ المشروع ضمن الآجال المحددة وداخل الميزانية المرصودة، بكلفة إجمالية بلغت 1.8 مليار درهم، كما استفادت المشاريع من تمويلات دولية، أبرزها قرض بقيمة 100 مليون يورو من مؤسسة التمويل الدولية.

ولفت إلى أن البنك الألماني والبنك الإفريقي للتنمية ساهما بدورهما في توفير تمويلات مكمّلة، ما يعكس ثقة المؤسسات الدولية في استراتيجية الانتقال الطاقي للمغرب. 

وتضيف المنصة أن هذا الدعم المالي يعزز قدرة البلاد على توسيع مشاريعها المتجددة وتسريع الوصول إلى أهدافها الطاقية في أفق 2030 و2040.

وأضاف أن محطة أولاد فارس بخريبكة، بقدرة 105 ميغاواط، تُعد اليوم أكبر محطة طاقة شمسية كهروضوئية قيد التشغيل في المملكة، ضمن مرحلة أولى تشمل أيضاً محطة ابن جرير بقدرة 67 ميغاواط ومحطة فم تيزي بقدرة 30 ميغاواط، وجميعها تعمل حالياً بكامل طاقتها.

كما أورد أن مشروعًا رائدًا لتخزين الكهرباء يُعد جزءًا مكمّلاً لهذه المرحلة، يتمثل في أول نظام لتخزين الطاقة بالبطاريات في المغرب، بطاقة 25 ميغاواط/125 ميغاواط–ساعة، يرتقب دخوله الخدمة سنة 2026، ما سيسمح بخزن فائض الإنتاج واستعادته خلال أوقات الذروة لرفع مرونة الشبكة الوطنية.

وذكر المصدر عينه أن هذه المشاريع الشمسية، المعتمدة على تقنيات كهروضوئية متقدمة، تشكل خطوة مفصلية في مسار الانتقال الطاقي الذي يقوده المكتب الشريف للفوسفات، خصوصاً مع سعي المجموعة إلى تغطية 100% من احتياجاتها الطاقية من مصادر خضراء بحلول 2027، ثم بلوغ الحياد الكربوني الكامل في أفق 2040.

وأشار إلى تصريح مديرة التنمية المستدامة والابتكار بالمجمع، حنان مرشد، التي أكدت أن المحطات الثلاث تغطي جزءاً كبيراً من احتياجات المواقع المنجمية، وتمنح المجموعة مرونة أكبر بفضل تكلفة الكهرباء التنافسية. 

وترى المسؤولة، وفق المصدر، أن هذه المشاريع تعزز قدرة المغرب على قيادة قطاع الطاقة الشمسية قارياً وعربياً خلال المرحلة المقبلة.