موسمان سياحيان في عام واحد.. كأس إفريقيا 2025 تنعش اقتصاد المغرب

آخر الأخبار - 10-11-2025

موسمان سياحيان في عام واحد.. كأس إفريقيا 2025 تنعش اقتصاد المغرب

اقتصادكم - أسامة الداودي

 

تقام نهائيات كأس أمم إفريقيا “المغرب 2025” بين 21 دجنبر 2025 و18 يناير 2026، في فترة تجعل المملكة تعيش موسمين سياحيين في نفس العام تقريبا، ما يعزز النشاط الاقتصادي والسياحي بشكل كبير.

وبذلك، يُتوقع أن تجذب البطولة جماهير إفريقية وأوروبية، ما يمكن أن يضاعف العوائد السياحية ويزيد الطلب على البنية الفندقية.

توقيت البطولة يعزز النشاط السياحي في موسم ركود

وفي هذا الصدد، أوضح الخبير في المجال السياحي، الزبير بوحوت، أن توقيت البطولة، الذي يقع في شهري دجنبر ويناير، يعتبر غير موسم الذروة السياحية، ما يسهم في تعزيز النشاط السياحي خلال فترة عادةً ما تشهد ركودا نسبياً، باستثناء الأسبوع الأخير من السنة. 

وتابع بوحوت، في تصريح لموقع "اقتصادكم"، أن هذا التوقيت يقلل من الضغط على البنية التحتية السياحية ويتيح استفادة المدن المستضيفة من فرص اقتصادية مهمة دون استنزاف مواردها.

الجماهير والإنفاق المتوقع يدعم الاقتصاد المحلي

وواصل الزبير بوحوت أن عدد الفرق المشاركة في البطولة سيجذب جماهير من دول أفريقية لها تاريخ كروي كبير، مثل نيجيريا ومصر وجنوب إفريقيا وغانا، مؤكداً "أن مجرد احتساب جمهور هذه الدول فقط يمكن أن يصل إلى نصف مليون إلى مليون مشجع، دون احتساب الجمهور القادم من أوروبا أو مغاربة العالم". 

وأبرز أن حجم الإنفاق المتوقع لهؤلاء الجماهير سيصل في الحد الأدنى إلى حوالي خمسة مليارات درهم، وقد يتجاوز 12 مليار درهم إذا ارتفع عدد المتفرجين أو معدل إنفاقهم، ما يمثل عائداً اقتصادياً ضخماً من مجرد البطولة القارية.

وأضاف الزبير بوحوت أن الاستفادة لن تكون متساوية بين المدن المغربية، موضحاً أن العاصمة الرباط ستحظى بحصة الأسد من المباريات في مرحلة المجموعات، إذ ستستضيف 12 مباراة من أصل 33، أي حوالي 36% من المباريات. 

"كما ستستضيف الرباط مباريات ثمن النهائي وربع النهائي ونصف النهائي والنهائي، مما يجعل الضغط على بنيتها التحتية والسياحية كبيراً، بينما ستستفيد المدن الأخرى مثل مراكش، أكادير، الدار البيضاء، طنجة وفاس، لكن بدرجات متفاوتة" وفق تعبيره.

وشدد الخبير السياحي على أهمية الاستعدادات الأمنية والبشرية خلال البطولة، مشيراً إلى أن تعزيز الأمن وتنظيم تنقلات الجماهير سيعكس صورة إيجابية عن المغرب على وسائل التواصل الاجتماعي. 

وأشار بوحوت إلى الدور الكبير الذي ستلعبه شركات النقل الكبرى، مثل الخطوط الملكية المغربية، والمكتب الوطني للسكك الحديدية، والمكتب الوطني للمطارات، في تسهيل وصول الجماهير وتنقلاتها بين المدن، ما يسهم في تحريك عجلة الاقتصاد السياحي بشكل كبير.

البنية التحتية والفندقية تستعد لاستقبال الجمهور الكبير

وبخصوص القطاع الفندقي، لفت الزبير بوحوت إلى أن الضغط الأكبر سيكون على الفنادق الصغيرة والشقق المفروشة المعروفة بالـAirbnb، إذ ستوفر فرصة استثمارية لأصحابها، خاصة من لا يستطيعون الاستثمار في مشاريع كبيرة. 

وزاد موضحاً أن هذه التجربة تمثل مرحلة تجريبية مهمة قبل استضافة المغرب لكأس العالم 2030، إذ ستتيح للمؤسسات السياحية تعزيز قدرتها الاستيعابية وتحسين جودة الخدمات المقدمة للجمهور المحلي والدولي.

كما تطرق المتحدث ذاته لأهمية الترويج الترابي للأقاليم، مشيراً إلى ضرورة أن يتيح حضور الجماهير الفرصة لاستكشاف المدن المحيطة بالمضيفات، مثل زيارة المحمدية من طرف زوار الدار البيضاء، أو الصويرة وورزازات من قبل زوار مراكش، بما يسهم في توزيع العوائد السياحية على نطاق أوسع ويعزز النشاط الاقتصادي المحلي.

وأردف الزبير بوحوت أن البنية التحتية المتوفرة حالياً في المدن السياحية الكبرى، مثل مراكش وأكادير والدار البيضاء، مؤهلة لاستقبال الجماهير، بينما الرباط ستشهد ضغطاً أكبر، ما يستدعي تنظيم السكن البديل وتأمينه قانونيا وأمنيا لضمان استدامته بعد البطولة. 

واستكمل قائلا إن هذا القطاع يمكن أن يوفر دخلا إضافيا لفئات من المجتمع لا تمتلك القدرة على الاستثمار في مشاريع فندقية كبيرة، مما يعزز دمج الاقتصاد المحلي في مسار التنمية السياحية للمغرب.