حكاية علامة- "داري"... سفراء الكسكس

لايف ستايل - 06-04-2023

حكاية علامة- "داري"... سفراء الكسكس

اقتصادكم

لطالما كانت الروائح والألوان محفزا قويا للذاكرة، تلك المنظومة العصبية المعقدة، التي تتحكم في سلوك المرء، فلبرهة من الزمن، تنقله ذكرى جميلة من حالة حزن إلى فرح، بشكل يثير الدهشة. للعلامات التجارية أيضا ذلك التأثير، إذ يكفي مطالعة إحداها، حتى تتهاوى أدراج العمر ويعود شريط الحياة بتفاصيله الحلوة والمرة إلى الوراء.

علامات مثل "جرما" و"لاسيكون" و"أولماس" و"ستيام"، طبعت حياة المغاربة، ورافقتهم خلال محطات حياتهم المختلفة، وشكلت موضوع كتاب جامع حول قيمة العلامة وتأثيرها في المجتمع، حمل اسم "براند يور موروكو"، ضمن سلسلة لغات الجنوب، إذ يستعرض جون نويل كابفيفير، الخبير الفرنسي في العلامات التجارية، أبعادا جدية للعلامات، لا تقف عند حدودها التجارية المعروفة، بل تتعداها إلى ما هو أبعد من ذلك، باعتبارها صورة للدعاية والانفتاح الثقافيين على الخارج.

أحدثت "داري" ثورة في عادات المغاربة الاستهلاكية خلال العشرون سنة الماضية، حين أجبرت ربات البيوت على استبدال الكسكس المحضر يدويا بآخر مجهز صناعيا، فيما واجهة "عائلة خليل، المالكة للمقاولة المنتجة، تحديا كبيرا في اقتطاع مكانة للعلامة في السوق، فيما وجدت في التصدير فرصة لرفع رقم معاملاتها وتحسين مؤشراتها التجارية، ما مكن من تسويق منتوجات "داري" في حوالي 40 بلدا خارج المغرب، ما رسخ مكانة الشركة، رائدة في مجال تصنيع الكسكس والمعجنات. 

بعد مشوار مهني امتد على مدى 30 سنة في قطاع الصناعات الغذائية بالمغرب وموريتانيا، قرر محمد خليل، الرئيس المؤسس، إحداث مصنع في سلا وعلامة خاصة تحت اسم "داري" خلال 1995، وهي العلامة الخاصة بمنتوجات الكسكس والمعجنات،  فيما تركز التحدي في تصنيع منتوج يتقبله المستهلك العادي، ويحافظ على خصائص التحضير المنزلي التقليدية، الأمر الذي نجحت فيه الشركة، وعززته في 2001 بإطلاق منتوج كسكس الشعير "البلبولة"، قبل أن تنطلق إبداعات المصنع في ابتكار كسكس منتج من الذرة، موجه إلى المستهلكين الذي يعانون حساسية من مادة "الغلوتين"، موازاة مع التتويج في فعاليات المعرض الدولي للفلاحة بمكناس، بتصنيع كسكس عضوي، أو "بيو" بالكامل.

انطلقت "داري" منذ 1998 في دينامية التصدير إلى الخارج، واختارت السوق الفرنسي في البداية، الذي حققت فيه نجاحا مهما، خصوصا بسبب توفره على جالية مغاربية كبيرة، قبل الانتقال إلى التصدير نحو عدد من الدول، لتلبية طلب ما فتئ يتزايد، الأمر الذي فرض على إدارة الشركة التفكير في رفع الطاقة الإنتاجية، وإدراج الشركة في بورصة البيضاء في 2005، لغاية ضمان تمويل خطوط الإنتاج الجديدة، ليقفز الإنتاج إلى 70 ألف طنا من الكسكس والمعجنات، بما متوسطه 190 طنا يوميا.