حكاية علامة- "ديامنتين".. خبراء الزي التقليدي

لايف ستايل - 10-04-2023

حكاية علامة- "ديامنتين".. خبراء الزي التقليدي

اقتصادكم

 

لطالما كانت الروائح والألوان محفزا قويا للذاكرة، تلك المنظومة العصبية المعقدة، التي تتحكم في سلوك المرء، فلبرهة من الزمن، تنقله ذكرى جميلة من حالة حزن إلى فرح، بشكل يثير الدهشة. للعلامات التجارية أيضا ذلك التأثير، إذ يكفي مطالعة إحداها، حتى تتهاوى أدراج العمر ويعود شريط الحياة بتفاصيله الحلوة والمرة إلى الوراء. علامات مثل "جرما" و"لاسيكون" و"أولماس" و"ستيام"، طبعت حياة المغاربة، ورافقتهم خلال محطات حياتهم المختلفة، وشكلت موضوع كتاب جامع حول قيمة العلامة وتأثيرها في المجتمع، حمل اسم "براند يور موروكو"، ضمن سلسلة لغات الجنوب، إذ يستعرض جون نويل كابفيفير، الخبير الفرنسي في العلامات التجارية، أبعادا جدية للعلامات، لا تقف عند حدودها التجارية المعروفة، بل تتعداها إلى ما هو أبعد من ذلك، باعتبارها صورة للدعاية والانفتاح الثقافيين على الخارج.

تصميم الملابس وخياطتها وتجهيزها من البداية إلى النهاية، عملية معقد تحتضنها مصانع عائلة قباج، التي عملت على مدى سنوات، على توفير الملابس التقليدية الجاهزة في السوق، من خلال 70 محل تجاري يحملون علامة "ديامنتين"، مع الحفاظ على خصائص الصناعة التقليدية في القطع المعروضة، التي غيرت سلوك الاستهلاك لدى المغاربة، وأصبحوا يرتدون هذا النوع من الملابس يوميا، خارج الإطار المناسباتي.

"لقد ولدت في وشاح"، مقاولة اعتاد تكرارها محمد قباج، وكرست خبرة العائلة، من عبد اللطيف إلى محمد، في قطاع النسيج، إذ شرع رجل الأعمال المذكور منذ 1918 في تصدير النسيج ومنتوجات الصناعة التقليدية إلى السنغال ومالي، ثلاثون سنة بعد ذلك، تحديد ا في 1948، جاء الدور على عبد اللطيف القباج لاستيراد نسيج من ليون، من أجل تصنيع الأوشحة، بدعم من زوجته وابنه الذي لم يتجاوز عمره آنذاك خمس سنوات.

تطورت عملية تصنيع الأوشحة، بما مكن الشركة من غزو السوق الإفريقي، من خلال إحداث "سيمتيس"، الفرع المتخصص في تصنيع الأوشحة، الذي طور مراحل ومدخلات التصنيع، بإضافة مواد وأشكال جديدة. شكلت الملابس التقليدية الجاهزة مغامرة أخرى لعائلة قباج، قررت خوضها بإطلاق علامة "ديامنتين" في 2002، إذ ركزت الحملة التسويقية للعلامة في البداية، على "دمقرطة" هذا النوع من الألبسة بين المغاربة، عبر التركيز على خصائص الجودة والسعر. قبل أن يتنوع العرض ليشمل الإكسسوارات أيضا.

رحلة "ديامنتين" لم تتوقف في السوق المحلي، إذ يتم تسويق قطع الملابس التقليدية بتصاميم مختلفة في جميع مناطق المملكة، لتتواصل في الجزائر، التي شهدت في 2011، افتتاح أول محل تجاري، موازاة مع تسويق المنتوجات التقليدية في المركبات التجارية الكبرى بالخليج العربي، تحديدا في المملكة العربية السعودية والإمارات المتحدة.