اقتصادكم

أوصت جامعة "نايف العربية" للعلوم الأمنية بضرورة ضبط وتنظيم تطبيقات التواصل الاجتماعي، وذلك للتعامل مع التحديات الأمنية لتطبيق "تيك توك"، في ظل قيام الأجهزة والمؤسسات الحكومية في الدول العربية.

وأكدت دراسة أعدتها الجامعة، أنها بادرت بإجراء دراسة علمية عن التطبيق، عقب ما أثاره من جدل وتعرضه لانتقادات من جراء التحديات الأمنية المرتبطة باستخدامه، وتنامي توظيفه من قبل الجماعات الإرهابية والمتطرفة، إضافة إلى استخدامه لنشر مواد غير أخلاقية؛ مما دفع بعض الدول إلى اتخاذ إجراءات صارمة لمواجهة مخاطره ولجوء البعض الآخر إلى سياسات الحظر للتعامل مع التحديات الأمنية والمخاطر الاجتماعية له.

وأوضحت الجامعة، أن التطبيق لاقى انتشارا سريع ا على مستوى العالم، حيث انتشر في أكثر من 150 دولة، ويدعم في الوقت الراهن أكثر من 75 لغة، بينما عدد مستخدميه يقارب مليار مستخدم نشط شهريا، وهناك 167 مليون مشاهدة في الدقيقة الواحـدة لما ينشر عليه.

 وفي منطقة الشرق الأوسط تشير الأرقام إلى أنه مع بداية عام 2022؛ هناك حوالي 22.37 مليون مستخدم للتطبيق في المملكة، وما يقرب من 20.28 مليون مستخدم في مصر، وحوالي 6.72 مليون مستخدم في الإمارات، في حين بلغ عدد مستخدميه في المغرب 5.97 مليون مستخدم.

وأضافت الجامعة، أن الدول العربية حتى الآن تعاملت مع التطبيق بحذر، ولم توجه أي دولة اتهامات للشركة المالكة للتطبيق، وكل ما تم تداوله على المستويات الرسمية، مجرد تحذيرات مرتبطة بالاستخدام غير المعياري للتطبيق، إذ أغلبها مرتبطة بالفيديوهات غير الأخلاقية، أو تلك التي تمس قيم المجتمعات العربية.

وذكرت ذات المصادر، أن هناك العديد من التحديات الأمنية العالمية للتطبيق منها اتهام التطبيق بالإفراط في جمع واستخراج البيانات الخاصة بالمستخدمين وإخضاعها لعمليات التحليل الموسعة، بما في ذلك النسخ غير الضروري للبيانات من الهواتف، وجمع المعلومات التي يمكن استخدامها لتحديد موقع المستخدم وتتبعه.

 كما تعرض التطبيق لادعاءات استضافة محتوى ضار أخلاقي، ويستغل بشكل غير قانوني وعادل محتوى المستخدمين والأعمال المحمية بحقوق الطبع والنشر، دون عائد مالي على المبدعين، ولأصحاب حقوق الملكية الفكرية، وكذلك ارتكاب جرائم الخداع والتحايل الإلكتروني، إضافة إلى استخدام بعض الأفراد للتطبيق لممارسة التنمر ضد الآخرين والتحرش بهم أو ممارسة أشكال من العنف والابتزاز، واستخدامه وسيلة لبث الشائعات، خاصة تلك التي من شأنها تهديد الأمن الوطني، كما تروج بعض الفيديوهات لصور من خطابات الكراهية ونشر الأفكار المتطرفة والإرهابية.

وفي الختام أوصت الجامعة؛ الدول العربية بأن تنتهج مخاطر التطبيق، لمواجهة أهمية التنسيق مع الشركات المالكة لتطبيقات التواصل الاجتماعي، وذلك لوضع مدونة الممارسات العربية بشأن المعلومات المضللة والمحتوى المتطرف وغير الأخلاقي المتداول عبر هذه التطبيقات، ومنها تطبيق "تيك توك"، وتحديد الإجراءات التي يمكن أن تتخذ لمواجهة التحديات الأمنية.