اقتصادكم
كشف تقرير موقع "أفريكا إنتلجينس" المتخصص في شؤون القارة الإفريقية، أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعمل على تعزيز حضورها الاقتصادي في الأقاليم الجنوبية للمغرب من خلال شراكات استراتيجية وتحالفات مالية مع الولايات المتحدة، خاصة بعد اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على صحرائه.
وأوضح التقرير أن تحالفا جديدا بدأ يتشكل لتمويل مشاريع استراتيجية بالصحراء المغربية، ويضم كلا من الإمارات ومؤسسة تمويل التنمية الدولية الأمريكية، إلى جانب شركات أمريكية تبدي اهتماما مكبيرا بالاستثمار في المنطقة.
المصدر نفسه ذكر، أن هناك توقعات بانضمام بنك التصدير والاستيراد الأمريكي، إلى هذا التحالف، خاصة في ظل توجه الشركات الإماراتية إلى توسيع استثماراتها بالصحراء، وتشجيع المغرب على جذب رؤوس الأموال لتنمية أقاليمه الجنوبية.
وتعتزم الإمارات العربية المتحدة، اعتماد نموذج مشاريع مشتركة متخصصة حسب القطاعات لضمان حماية استثماراتها وتوسيعها على المدى البعيد، مع تركيز خاص على القطاعات ذات البعد الاستراتيجي، مثل الطاقات المتجددة وتطوير ميناء الداخلة.
وتأتي هذه الخطوات بالتزامن مع تصريحات حديثة لنائب وزير الخارجية الأمريكي كريستوفر لانداو، الذي أكد أن الولايات المتحدة، في سياق اعترافها بسيادة المغرب على الصحراء، قررت تشجيع الاستثمارات الأمريكية في الأقاليم الجنوبية. وقال لانداو عقب لقائه بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة خلال شهر شتنبر الماضي في نيويورك، إن بلاده "ستعمل على دعم الشركات الأمريكية الراغبة في الاستثمار في هذه المنطقة من المغرب"، مشيراً إلى متانة العلاقات المغربية–الأمريكية واستعداد واشنطن لتعزيز التعاون من أجل دعم الازدهار والاستقرار الإقليمي.
وفي ما يخص الجانب الإماراتي، فقد سبق للملك محمد السادس ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان أن وقعا، في سنة 2022، إعلان "شراكة مبتكرة ومتجددة وراسخة" تروم إلى الارتقاء بالعلاقات الثنائية وإطلاق مشاريع اقتصادية كبرى تشمل الأقاليم الجنوبية.
وتتضمن هذه المشاريع تمويلات إماراتية مباشرة أو مشتركة مع شركاء مغاربة، سواء عبر رؤوس أموال مشتركة أو قروض تسهيلية وتجارية وأدوات تمويل مبتكرة، إضافة إلى هبات موجهة لقطاعات اجتماعية واقتصادية حيوية، من بينها البنية التحتية، النقل، الماء الصالح للشرب، الفلاحة، الطاقة، السياحة، العقار، والتكوين والتشغيل.
وحسب التقرير ذاته، يبقى من بين أبرز المشاريع الاستراتيجية التي يعول عليها المغرب لإحداث نقلة نوعية في أقاليمه الجنوبية، تطوير مطار الداخلة ، وإنجاز ميناء الداخلة الأطلسي، تهيئة المشروع المندمج ، بالإضافة إلى تطوير سواحل جهتي الداخلة وطرفاية، وتمويل مشاريع الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر.
كما تشارك الإمارات كذلك في تمويل مشاريع كبرى لتطوير مطارات أخرى مثل الدار البيضاء ومراكش والناظور.
وذكر المصدر ذاته، أن البلدين اتفقا على تعزيز التعاون بين الصناديق الاستثمارية والسيادية، واستكشاف فرص الشراكة في تطوير البنيات التحتية والطاقية داخل إفريقيا، خصوصاً في ما يتعلق بمشروع أنبوب الغاز الإفريقي–الأطلسي، إضافة إلى التعاون في إحداث وتدبير أسطول بحري تجاري.