اقتصادكم - أسامة الداودي
توجت الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة لسنة 2025 عددًا من الصحافيين من مختلف الفئات، في دورة تميزت بارتفاع نوعي في الإقبال، بعدما تلقت اللجنة 173 ترشيحًا، منها 156 ملفًا مستوفيًا للشروط، بزيادة 30% عن 2024 وقرابة 60% مقارنة بسنة 2023.
وتوزعت ترشيحات دورة 2025 من الجائزة التي أقيمت أطوارها، الإثنين، بفندق "سوفيتيل" بالعاصمة الرباط، على مختلف الأصناف، من التلفزة والإذاعة والصحافة المكتوبة والإلكترونية والوكالة، إضافة إلى الجهوية والأمازيغية والإنتاج الثقافي الحساني، ما يبرز مكانة الجائزة ودورها في ترسيخ التنافسية الإعلامية الوطنية.
وأكد وزير الشباب والثقافة والتواصل، المهدي بنسعيد، أن الصحافة ليست مجرد مهنة، بل خدمة عمومية نبيلة تقوم على حماية الديمقراطية من خلال كشف الحقيقة ونقل المعلومة الموثوقة والمثبتة.
وتابع أن وجود صحافة حرة يشكل نموذجاً ملهماً للشباب للانخراط في الشأن العام، باعتبارها فضاءً للنقاش العمومي، تتلاقى فيه الآراء المتعددة وتُناقش القضايا، وتتحول فيه الهموم الفردية إلى قضايا مجتمعية تحتاج إلى حلول.
وواصل الوزير أن الإصلاحات القانونية والهيكلية، ومنها إحداث المجلس الوطني للصحافة، شكّلت محطة مهمة في تنظيم القطاع وتعزيز ممارساته.
وأضاف أن المغرب يعيش اليوم مرحلة جديدة بعد محطة 31 أكتوبر، وهو ما يقتضي من الصحافة المغربية مواكبة هذا التحول بما يتطلبه من مسؤولية والتزام، انسجاماً مع الرؤية التي عبّر عنها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله.
وبدورها صرحت رئيسة لجنة تحكيم الجائزة لهذه السنة، فاطمة الزهراء الورياغلي بأن الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة أصبحت محطة مركزية لترسيخ المهنية والأخلاقيات وتشجيع الابتكار في المشهد الإعلامي المغربي، مبرزة الارتفاع الكبير في ترشيحات دورة 2025 بما يعكس الثقة في الجائزة وحيوية الحقل الصحافي.
وأبرزت فاطمة الزهراء الورياغلي أن لجنة التحكيم اشتغلت بمسؤولية صارمة، معلنة توصيات لتعزيز جودة الإنتاج الصحافي، من بينها دعم التكوين، وتطوير الصحافة الجهوية، ودمج الوسائط الرقمية، وإحداث جوائز جديدة كالجائزة الرياضية والثقافية، وإعادة النظر في هيكلة الجوائز.
أسفرت الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة عن تتويج عدد من الأسماء في مختلف الفئات، إذ عادت الجائزة التقديرية للشخصيات الإعلامية الوطنية مناصفة لكل من نعيم كمال والراحل سعيد الجديدي.
كما فاز كل من جوادة بادة وفاطمة الزهراء بوعزيز مناصفة بـ جائزة الصحافيين المغاربة العاملين بالمؤسسات الإعلامية الأجنبية، بينما توج عبد الله الجعفري ويوسف القديوي مناصفة بـ جائزة التلفزة.
وفي فئة الإذاعة، تم تتويج نبيلة قميمة ومونية عرشي مناصفة، فيما عادت جائزة الصحافة المكتوبة إلى نبيلة باكاس.
أما جائزة الصحافة الإلكترونية فكانت من نصيب خديجة علي موسى، في حين توج محمد الحدادي بجائزة صحافة الوكالة، وذهب لقب جائزة الصحافة الجهوية إلى الحافظ ملعين.
وعادت جائزة الإنتاج الصحافي بالأمازيغية مناصفة لكل من إبراهيم إشوي وفدوى أمغار، بينما تقاسم غالي كارحي وأبو بكر شيخ ماء العينين جائزة الإنتاج الصحافي حول الثقافة والمجال الصحراوي الحساني.
وتوج عبد المجيد بزيوات بجائزة الصورة، بينما تقاسمت أسماء عينون وزكريا الضلفي جائزة التحقيق الصحفي.
أما جائزة الرسم الكاريكاتوري، فقد تلقت اللجنة ترشيحا واحدًا فقط يخص مجلة “المشعل”، وهو ما لم يسمح باعتماده للتتويج وفق معايير الجائزة.
وأعرب كافة المتوجين عن فخرهم بحصولهم على الجائزة، موجهين شكرهم للوزارة الوصية برئاسة وزير الشباب والثقافة والتواصل المهدي بنسعيد، وللجنة المنظمة والتحكيم، كما عبروا عن امتنانهم لعائلاتهم على دعمهم المتواصل.
كما شكلت نسخة هذه السنة من الجائزة فرصة لتكريم عدد من الأسماء التي طبعت الصحافة الوطنية بحضورها وإسهاماتها المستمرة، حيث تم الاحتفاء بكل من محمد الصديق معنينو وليلى ماء العينين ومحمد ضاكة ولينو باكو، تقديرًا لمساهماتهم المتميزة في تطوير الإعلام وتعزيز قيم المهنية والإبداع.