المغرب يخطو نحو ريادة إقليمية في صناعة السيارات الكهربائية

عالم المحركات - 11-12-2025

المغرب يخطو نحو ريادة إقليمية في صناعة السيارات الكهربائية

اقتصادكم

يشهد المغرب طفرة متسارعة في تطوير صناعة السيارات الكهربائية، مدفوعًا باستراتيجية حكومية تهدف إلى تعزيز موقع المملكة كمنصة صناعية تنافسية. 

وفي هذا السياق، كشفت منصة “الطاقة” أن شركة رينو الفرنسية تستعد لإطلاق مصنع جديد لإنتاج السيارات الكهربائية داخل منصة “الناظور غرب المتوسط”، في خطوة تعكس ثقة المجموعة في موقع المغرب الصناعي وقدرته على احتضان سلسلة إنتاج متقدمة وذات قيمة مضافة عالية.

وتابعت المنصة المتخصصة أن المشروع يأتي بالتزامن مع اقتراب تشغيل الميناء الضخم خلال عام 2026، باستثمارات حكومية تصل إلى 4.2 مليارات دولار، ما سيحول المنطقة الشرقية إلى قطب صناعي ولوجستي قادر على جذب مزيد من المستثمرين العالميين في الصناعات النظيفة.

وذكرت “الطاقة” أن رينو كانت قد أعلنت دخول “مرحلة جديدة” ضمن إستراتيجيتها الممتدة بين 2025 و2030، ترتكز على دمج التصنيع الكهربائي بشكل تدريجي، ورفع القدرة الإنتاجية عبر التوريد المحلي الذي التزمت بأن يبلغ 2.5 مليار يورو في 2025، مع هدف نهائي يصل إلى 3 مليارات يورو.


تحول صناعي واسع بين طنجة والدار البيضاء

وتابع التقرير أن رينو تمتلك قاعدة صناعية قوية في المغرب منذ 2012، حيث تنتج وحداتها في طنجة والدار البيضاء أكثر من 413 ألف سيارة سنويًا، يُصدّر 90% منها إلى 68 دولة، ما يجعل المملكة أحد أهم مواقع تصنيع المجموعة خارج أوروبا.

ولفت إلى أن الاتفاقية الاستثمارية الموقعة مع الحكومة المغربية في أكتوبر 2025 تمثل نقطة تحول محورية، إذ تمتد حتى 2030، وتستهدف تحديث خطوط الإنتاج، وإطلاق سيارات كهربائية وهجينة جديدة، إضافة إلى إنشاء مركز هندسي للبحث والتطوير قبل نهاية 2025، ما يعزز استقلالية الصناعة المغربية تقنيًا.

وأضاف أن هذه الخطوة ستسهم في خلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، ورفع قدرة المملكة على المنافسة في سوق يشهد تحولات عالمية نحو النقل الأخضر.


شركات عالمية أخرى تدخل السباق نحو المغرب

كما أورد أن دخول رينو يأتي ضمن سياق تنافسي واسع، إذ تتطلع مجموعات صينية كبرى إلى إنشاء مصانع مماثلة داخل المغرب. 

وتشير معطيات السوق، وفق المصدر عينه، إلى أن بحث رينو عن منشأة ثانية مخصصة للطرازات الكهربائية يعكس ديناميكية قطاع يعتبر اليوم الأول تصديريًا في المغرب.

وذكر المصدر عينه أن المغرب يشهد منذ 2025 اهتمامًا متزايدا من شركات السيارات الكهربائية، أبرزها “تيسلا” التي افتتحت فرعا محليًا بهدف توزيع سياراتها وخدمات الصيانة، وتخطيطها لإطلاق مصنع تجميع في القنيطرة بطاقة 400 ألف وحدة سنويًا.

وأشار إلى أن شركة “بي واي دي” الصينية تواصل توسعها في السوق المغربية، حيث أصبحت العلامة الأكثر مبيعًا للسيارات الهجينة القابلة للشحن بحصة 32%، بينما تحتل المرتبة الثانية في مبيعات السيارات الكهربائية، في حين دخلت Zeekr السوق بنموذجين جديدين.


توقعات نمو هائلة لأسطول السيارات الكهربائية بالمغرب

وتابع التقرير أن مؤسسة بي إم آي تتوقع نموا سنويًا يفوق 36% في مبيعات السيارات الكهربائية إلى حدود 2034. 

ومن المنتظر أن يرتفع الأسطول المغربي من 11 ألف سيارة كهربائية في 2025 إلى 236 ألف سيارة في 2034، ما سيجعل السيارات النظيفة تمثل 4.8% من مجموع المركبات بالمغرب.

وأضاف أن هذه المؤشرات تؤكد استعداد السوق المغربية لاستقبال استثمارات أكبر، خصوصًا مع تطور البنية التحتية للشحن، وتزايد اهتمام المستهلكين والمستثمرين بالصناعات الخضراء.